تقرير خالد مجاعص
ما تمنّاه الإيطاليّون بعد انطلاق اليورو لم يعد واقعاً. فالمنتخب الإيطاليّ الذي صعد السلّم الأوروبيّ خطوة خطوة، وأصبح على بعد رمية صغيرة من عتبة التتويج لم يتمكن من متابعة مسيرته عندما اصطدم بحائط برلين فحطمه الاخير بضربات الترجيح.. كيف لا، وأنّ الـ”سكوادرا أزوري” الذي تخطّى في طريقه لمواجهة المانيا عمالقة البطولة بلجيكا و اسبانيا.
نعم، إنّ المنتخب الإيطاليّ أسقط في الدور الأوّل مع انطلاق اليورو المنتخب البلجيكيّ الأقوى في الترشيحات، وعقّد عليه مسيرته قبل أن ينزع عن المنتخب الإسبانيّ سيطرته الأوروبيّة ويجرّده من لقبه في دور الـ16. وتابع المنتخب الإيطاليّ طريقه غير آبه بأحد ليصطدم بماكينات المانشافت التي لم تراعِ ظروف اليورو الفرنسي فسدّدت صربة قاضية بالسيدة العجوز وفازت على ايطاليا ببمباراة مجنونة بضربات الترجيح حسمها هيكتور بنتيجة 6-5 .
فما هو مؤكد أن لقاهما التي استضافته مدينة بوردو جاءت بدنية بأمتياز بين مدرستين تمثلان عنوان الدفاع. فالمنتخب الإيطالي لبس وجه المنتخب الضاغط على طول الملعب من دون خوف أو إرهاق، بينما في المقابل قاد منتخب الماكينات القوة البدنية والذهنية الهائلة.
وبهذا السيناريو تواجه أيضًا كلّ من المدربين يواكيم لوف وانطونيو كونتي بما يمثلان من ظاهرتين سرقت كل الأضواء في بطولة أوروبا بنسختها الفرنسية.
وبتلك المواجهة الدفاعية بامتياز، تحوّلت دفاعات الأزرق كما الأبيض الى جدار فاصل لم يكن بإمكان أي منهما من خرقه، فبقي انتظار فرصة نادرة تاتي بهدف خاطف. وهكذا جاءت فرصة المانيا الوحيدة في الدقيقة الـ41 من الشوط بتسديدة من توماس مولر ردّ عليها الطليان بتسديدتين كادت ان تعطي التقدم لإيطاليا مع نهاية الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي 0-0 .
الا أن احداث الشوط الثاني جاءت مختلفة كلياً عن التوقعات، بحيث انكشف الدفاع الإيطالي أمام الغارات الألمانية المتلاحقة على مرمى بوفون، فتوالت الفرص الضائعة في منتصف الشوط الثاني أبرزها لتوماس مولر الذي كاد ان يفتتح التسجيل لألمانيا لولا يقظة برزاغلي الذي ابعدها عن مرمى بوفون بطريقة اكروباتية وبالنفس الأخير.
وهكذا، استسلم المنتخب اليطالي فجاءت الفرصة الألمانية القاتلة عن طريق مسعود اوزيل الذي لم يترك أي فرصة لبوفون لصدّها فسجل الهدف الأغلى له في اليورو الفرنسي. وبينما كان يتحضر الألمان للأحتفال، كان بواتينغ يرتكب بالمقابل خطأ فادحًا عبر لمسه بيده كرة مرفوعة في منطقة الجزاء أهدت ايطاليا تسديدة بنالتي في الدقيقة 79 نفذها ببرودة اعصاب بانوتشي فأعطى التعادل 1-1 .
وفي الوقت الإضافي، كان الترقب سيد الموقف الى ان جاءت كلمة الفصل بضربات الترجيح الدراماتيكية التي اضاع رميتها زازا من ناحية ايطاليا وخلفه مباشرة توماس مولر من ناحية المانيا وتتابعت بإضاعة اوزيل تسديدته التي اصطدمت بالقائم فبيليه من جهة ايطاليا الى أن أضاع أيضًا بينوتشي تسديدته فشوانزتايغر بسيناريو غريب عجيب استمرّ بغموضه حتى فازت ألمانيا بشق النفس والأعصاب 6-5.