اعلن المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا السيد يعقوب الحلو ان منظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا تنذر بالخطر مشيرة إلى التقارير التي تفيد بتدهور الأوضاع الإنسانية في بلدات مضايا والفوعة والزبداني وكفريا بالإضافة إلى ضرورة إجلاء الحالات الطبية فوراً من البلدات الأربعة التي يحاصر فيها ما يزيد عن 62,000 شخص. وتناشد الأمم المتحدة أطراف “اتفاق البلدات الأربعة” السماح الفوري وغير المشروط للجهات الإنسانية بالوصول إلى هذه البلدات.
الحلو، وفي بيان، قال: “على الرغم من الموافقة التي منحتها الحكومة السورية للأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين في شهر أيار وحزيران من أجل تقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في البلدات الأربعة، لم تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها من الوصول إلى هذه البلدات بسبب التوتر بين أطراف الاتفاق بالإضافة إلى القصف الجوي المستمر في محافظة إدلب وقصف ببلدتي الفوعة وكفريا. وقد وافقت الحكومة السورية يوم أمس مرة أخرى على إيصال مساعدات إنسانية إلى البلدات الأربعة بموجب خطة شهر تموز مما يمنحنا فرصةً فريدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في الأيام القادمة خلال عيد الفطر المبارك.
وذكر يعقوب الحلو، الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سورية: “في حين تعهدت الأطراف الموقعة على الاتفاق ضمان تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في البلدات الأربعة، إلا إننا لم نستطع إدخال أي مساعدات منذ أبريل”.
وأضاف السيد الحلو: “كلنا يذكر جيد اً الصور المروعة لأطفال مضايا الذين تضوروا جوع اً في وقت ساب ق من هذه السنة ومات العديد منهم حتى بعد أن تمكنّا أخيراً من إيصال المساعدات. ندعو جميع الأطراف المعنية إلى ضمان عدم تكرار هذه التجربة وذلك بتمكيننا من الوصول فوراً وبلا شروط إلى البلدات الأربعة. كما أنّ الأمم المتحدة قلقة أيض ا بشأن تأخير عمليات الإجلاء الطبي العاجل من البلدات الأربعة. حيث أضاف الحلو: “إن فرقنا على أهبة الاستعداد للمضي قدم اً في عمليات الإخلاء الطبي للمرضى والجرحى. ونطلب من الأطراف المعنية السماح لنا بمدّ يد العون للفئات الأكثر ضعف اً، بالإضافة إلى إنهاء العمل بمبدأ العين بالعين الذي لا يمكننا من الاستجابة الإنسانية المنقذة للحياة في الوقت المناسب أنّى تدعو االضرورة.”
واردف: “يحتاج حوالي 5.5 مليون شخص للمساعدات الإنسانية في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها في سورية، ويترافق ذلك مع قلة إمكانية الحصول على المساعدات الأساسية المنقذة للحياة والحماية. ومن أصل هذا العدد، يوجد 600,000 شخص في 18 منطقة محاصرة ومن ضمنها البلدات الأربعة المذكورة. تدعو الأمم المتحدة مرة أخرى إلى رفع الحصار فوراً عن جميع المدنيين في سورية. ويجرّم القانون الدولي الإنساني استخدام الحصار الذي يؤدي إلى الموت جوعاً كسلاح”.