Site icon IMLebanon

هل يتكرر سيناريو سلاح “القوات” مع “حزب الله”؟

تنظر اوساط سياسية في فريق 14 اذار تراقب الوضعين السياسي والامني في لبنان والانعطافات التي طرأت على المشهد السوري جراء التحالف الجديد بين موسكو واسطنبول وعودة الحرارة الى العلاقات التركية – الاسرائيلية، بعين الريبة الى بعض الطروحات والاتفاقات المحلية المستجدة خصوصا ما يتصل باتفاق الرابية –عين التينة النفطي المفاجئ بعد اكثر من عامين من الخلافات التي انسحبت على اكثر من ملف وأزّمت العلاقة بين قطبي 8 آذار حتى ان حزب الله عجز عن اعادة وصل ما انقطع بين الرئيس نبيه بري والنائب ميشال عون، واذ بسحر ساحر التقى الطرفان وخرجا باتفاق لم تتعدَ مدة البحث في نقاطه الساعتين، في اشارة واضحة تقول الاوساط الى مدى انعكاس التفاهم الاقليمي على مصالح اهل الداخل.

والى الاتفاق النفطي، تؤكد الاوساط ان اقتراح السلة الشاملة الذي قدمه الرئيس بري في طاولة الحوار في اجتماعها الاخير لم يولد من عدم بل من رحم تطلعات الثنائي الشيعي لاسيما حزب الله بهدف عقد تسوية سياسية داخلية تنتشله من مستنقع وسمه بـ”الارهابي” خليجيا في ظل اشتداد الخناق المالي الاميركي الدولي عليه ومحاصرته قضائيا باتهامه في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وتكبّده خسائر فادحة بشريا وعسكريا في الحرب السورية انعكست تململا في بعض صفوفه وفي بيئته الحاضنة .مجموع هذه العوامل تقول الاوساط تضع الحزب امام خيار واحد لا بديل منه: الانخراط في تسوية سياسية شاملة تجدد للحزب شرعيته وتحمي سلاحه ووجوده وتضمن موقعه في المرحلة المقبلة، قبل ان يحين موعد قطاف التسويات الدولية في سوريا ودول المنطقة حيث تصبح آنذاك الصفقات السياسية الداخلية بعيدة المنال ويقع الحزب في شرك مطالبته بتنازلات ليس اقله تسليم سلاحه وذوبان معادلة “الجيش والشعب والمقاومة”.

وتشدد الاوساط على ان حزب الله الذي يقرأ جيدا في كتاب التاريخ اللبناني الحديث، يتجنب تكرار سيناريو القوات اللبنانية كميليشيا مسلحة قبل تحولها الى حزب سياسي، عندما انتهى دورها عسكريا وامنيا وقررت دخول الحياة السياسية مع وصول قائدها الرئيس بشير الجميل الى الرئاسة ثم اغتياله ووصول شقيقه الرئيس امين الجميل واصراره على انصهار القوات في الدولة. ومع انخراطها في السياسة، اضطرت الى تسليم سلاحها من دون ضمانات ففقدت موقعها وسطوتها.

وتعتبر ان حزب الله الذي يشتّم في الافق الاقليمي والدولي رائحة صفقات قد يكون أكبر دافعي ثمنها، وتلافيا للتجربة القواتية المريرة، لن يكون في وارد تسليم سلاحه من دون ضمانات لا تؤمنها الا صفقة تسوية سياسية تؤمن للحزب موقعا وحيثية على الساحة السياسية، بعد فقدان هويته المقاومة بفعل توجيه هذا السلاح الى الداخل في 7 أيار 2008 وانخراطه عسكريا في مهمة اقليمية وفق اجندة ايرانية وسقوط ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة بسبب التفرد بقرار المشاركة في الحروب الدائرة في المنطقة من سوريا الى العراق واليمن والبحرين والكويت ومصر من دون العودة الى ركني الثلاثية” الشعب والجيش”، واقرار الامين العام السيد حسن نصرالله بان “ماله وسلاحه ومعاشات عناصر الحزب ومآكله من ايران في اقرار واضح وصريح بتنفيذ ايرانية. وتختم الاوساط “امام هذه المعطيات لم يعد امام الحزب الا البحث عن هوية جديدة لدور سلاحه ضمن السلة السياسية.

وفي سياق متصل، رأت أوساط قيادية في قوى 14 آذار عبر “المركزية”، أنّ مظاهر الامن الذاتي أكان في القاع أو سواها من المناطق اللبنانية تقدّم خدمة ثمينة لحزب الله، بحيث تُبعد عنه تهمة حمله منفردا سلاحاً غير شرعي في الداخل، حتى أنها تعطيه مبررا ليبقي على هذا السلاح لحماية مواطنيه من الخطر الارهابي. وفي السياق، تلفت الأوساط الى أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بنى مواقفه الاخيرة في “يوم القدس” على أساس التطورات في القاع وما أعقبها في البلدة والبقاع، معتبرة أن ما قاله نصرالله أتى بمثابة إعلان دور جديد لسلاح الحزب، إذ بدا الامين العام بحديثه عن “حماية ابناء الحدود وخصوصا المسيحيين برموش العين”، يحدّد وظيفة جديدة لهذا السلاح بعد أن فقد وظيفته في “المقاومة والتحرير”، وقد اعتبرت ان تسويق فكرة ان الارهاب يستهدف الجميع وليس فقط البيئة الحاضنة لـ”حزب الله”، يريد منها الاخير تبرير مشاركته في الحرب في سوريا واعترافا بدوره الى جانب الجيش في محاربة الارهاب.