كتب داود رمال في صحيفة “السفير”:
يتعمد ممثلو البعثات الديبلوماسية والمنظمات الدولية بعث رسائل دورية يؤكدون فيها حجم رهان بلدانهم على المؤسسة العسكرية وباقي الاجهزة الامنية، وتقدير الجهود المبذولة وما تحققه هذه المؤسسات من إنجازات، في ظل التحديات التي يواجهها لبنان خصوصًا عبر حدوده الشرقية والشمالية، كما في الداخل، في إشارة الى دور هذه المؤسسات في مواجهة الارهاب التكفيري، وآخره دورها في التصدي لمحاولات تفجير ثمانية انتحاريين على دفعتين في بلدة القاع في البقاع الشمالي.
هذه الرسائل تتكرر لجهة تأكيد الوقوف الى جانب هذه المؤسسات “لان غياب الأمن وانعدام الاستقرار وخطر الإرهاب كلها عناصر تشكل تهديدًا فعليًا للبنان ولدول الجوار بما فيها أوروبا، وبالتالي، لن نتأخر في المساهمة بأي جهد أو مشروع يعزز الاستقرار في لبنان لأنه يساهم بتعزيز الاستقرار في العالم”.
الديبلوماسي الغربي نفسه يؤكد أهمية بقاء لبنان بعيدا عن الاضطرابات الإقليمية، واستمرار دعم أي مشروع يؤدي إلى مراكمة عناصر القوة بما يمنع تمدد الإرهاب، ويعمّق عناصر تثبيت الوضع اللبناني وجعله آمنا.
يبدي الديبلوماسي ارتياحه إلى ما يسمعه من القيادات العسكرية والامنية وما يلمسه ويعاينه من إنجازات، وتحديدا موقف قائد الجيش العماد جان قهوجي الحاسم في حماية لبنان من أخطار الإرهاب، وذلك بكل الإمكانات المتوافرة مهما بلغت التضحيات.
يتوقف الديبلوماسي عند قرار الجيش بمواجهة التنظيمات الإرهابية بكل قوة وحزم، وهو تمكن من محاصرتها في مناطق محددة في السلسلة الشرقية، وشل قدراتها ومبادراتها القتالية، وذلك من خلال قصفها اليومي بالاسلحة الثقيلة واستهدافها بعمليات نوعية استباقية في العمق، الأمر الذي أدى الى إحباط مخططاتها باتجاه الداخل اللبناني، وثمة نموذج لليقظة والتأهب هو ما جرى في القاع.
يثني الديبلوماسي على فرادة الجيش اللبناني وقدرات عسكرييه بالمضي بالمعركة مع الإرهاب الى الأمام وبلا هوادة، واعتبار قائده أن لهذه المعركة أولوية مطلقة لدى الجيش، الأمر الذي يستدعي مواصلة تقديم الدعم له ولغيره من الأجهزة الأمنية اللبنانية.
يبدي الديبلوماسي اطمئنانه الى حجم التعاون والتنسيق بين الجيش والمؤسسات الأمنية، وخصوصًا ما يسمعه من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لجهة تأكيده “استمرار العمل على دفع الخطر عن وطننا بكل ما أوتينا من قوة وعزم بالتعاون مع الجيش وكل الأجهزة الأمنية، وبدعم من السلطات الرسمية والشعب اللبناني والمجتمع الدولي”.