IMLebanon

طعمة.. “نِعمة” جنبلاط و”غينيس” الغزل بالمملكة

nehme-tohme

 

 

كتبت ملاك عقيل في صحيفة “السفير”:

من «نِعَم» الزعامة على وليد جنبلاط استقطابها لرجال أعمال ومقاولين وأصحاب مليارات. نعمة طعمة الكاثوليكي ابن المختارة واحد منهم. مع «أوبشن» امتلاكه طائرة خاصة (عصفورة) ومخزون من الصداقات مع حكام الرياض، ولعب أدوار سياسية قبل الحرب وبعدها لكن بصمت وحرص على عدم «النفخ»!

تطويب المقعد الكاثوليكي لنائب الشوف ليس «مجانياً». بيت العائلة في المختارة عمره نحو 400 سنة ووالده روجيه نعمة من الوجهاء التاريخيين، ولا ينسى زملاؤه في الجامعة الأميركية وصوله الى مدخلها وهو يقود سيارة «البورش».

رئيس شركة «المباني» منذ مطلع التسعينيات بعد شراء حصص فيليب طراد وفؤاد رزق وميشال المر، لا يجد حرجاً في «الشوفرة» مع وليد بيك من باريس الى الرياض، لكأنه انتُخب نائباً منذ العام 2000 من أجل ذلك، ومن أجل مهمّات أخرى ليس أقلّها إصدار بيانات تُعطيه شهادات تفوّق في مدح المملكة.

تصوّروا أن «الوكالة الوطنية للإعلام» على موعد دوري مع نعمة طعمة فقط في «الحالات السعودية»: تنصيب ملك أو ولي عهد. وفاة ملك أو ولي عهد أو أمير. تضامن مع المملكة في مواجهة حادث أمني كحادث المدينة والقطيف الأخير، أو في مواجهة حدث سياسي. ما عدا ذلك، فإن طعمة يمكن أن لا يسمع به أحد في الإعلام أو حتى لا يكون مضطرا لتوظيف من يتولى صياغة هكذا مواقف!

لا يعنيه الاصطفاف تحت سقف أي زعيم مسيحي. المختارة بيته الثاني بعد السعودية، وفي سجله علاقات طيبة وسلِسة مع السوريين أبّان «مرحلة الوصاية»، و»لينكه» متين مع المرجعيات الكاثوليكية الروحية.

كبار شخصيات الدولة من سياسيين وعسكريين ضيوف دائمين على مأدبته المنزلية. اجتهادات مدروسة في العلاقات الاجتماعية والصداقات تقف عند عتبة الدور السياسي الذي لا يمرّ إلا عبر المختارة. ومنذ وصوله مهندساً الى المملكة «فتح» على معظم الأمراء من صغيرهم الى كبيرهم. من الملك فيصل وصولاً الى الملك سلمان.

تفوّقه على «معلّمه» في الانتخابات النيابية في العام 2009 لم يكن يعني سوى أن أهالي الشوف يقدّرون «أياديه البيضاء» وان خيرات «البيك» في أحيان كثيرة ليست سوى من «عب» ابن المختارة الكاثوليكي.

ليس نعمة طعمة وحده نائباً على شكل credit card. لكن ما يميّز نائب الشوف مزايا لن تجدها لدى الآخرين. منذ مغامرته الأولى في السعودية باحثاً عن «فرصة» إبهار أمراء المملكة ببصمته اللبنانية على مرفق الملك عبد العزيز الرياضي ومطار الملك عبد العزيز وبناء الجسور ووصلات الطرق… حتّى آخر مشروع يُرضي أصحاب «الباع الطويل» في «السخاء» على لبنان، كوّن هوية سياسية تجاهر بالولاء أكثر لـ «طويل العمر» ولـ «القيادة السعودية الحكيمة».

لا يجد نفسه إلا شاعراً في بلاط «مملكة الخير»، وبياناته الدورية في «عشق» المملكة لا تترك شكّاً ولو نسبة نصف بالمئة في الولاء. يكاد وزير الخارجية السعودي (الراحل) سعود الفيصل يبقّها في رفضه القاطع لوصول ميشال عون الى الرئاسة، فتترجم في خطاب طعمة إصراراً على أن المملكة بعيدة كل البعد عن الاستحقاق الرئاسي ولا تميّز مرشّحاً عن آخر.

توقف المملكة هبة الثلاثة مليارات دولار وتجمّد صرف ما بقي من هبة المليار، فينظّم نائب الشوف قصائد متتالية في الحرص المتمادي للسعودية في تثبيت الاستقرار ودعم الجيش. يُطرد اللبنانيون من دول الخليج، ويندّد لبنان الرسمي بالاعتداء على السفارة السعودية في طهران، فيتصدّى الإمبراطور المالي الكاثوليكي لـ «تمادي الحملات على مملكة الخير»، ويذكّر اللبنانيين بأنها «كانت لهم السند في الملمات، وهي التي لم تميّز بين لبناني وآخر، واحتضنت الجميع دون تفرقة بين الطوائف والمذاهب»، طالباً «تصحيح الارتكابات بحقها».

صنيعة المختارة و «صرّافها الآلي» و «المجاهد الكبير» لعدم كسر الجرّة بينها وبين المملكة في الأوقات الحرجة هو الذي فتح الطريق أمام وائل أبو فاعور كي يعوّض نقص حضور الزعيم الجنبلاطي في بلاط آل سعود ونقل الرسائل وتعريف تيمور على السعوديين.

يفتح نعمة منزله «عند اللزوم»، أو بالأحرى حين تأتيه الإشارة من المختارة أو كليمنصو. يؤمن مساحة لجلسات لا بدّ منها بين «البيك» وبين من يجب الجلوس معهم وجهاً لوجه عنده، على شاكلة اللقاء الأخير مع سمير جعجع وزوجته ستريدا، مع العلم أن طعمة هو أحد المموّلين الرئيسيين لبيت الطالب الجامعي في ضبية الذي زاره برفقة ستريدا جعجع قبل فترة، وقد حلّ ضيفاً على مجلة «المسيرة» قبل أيام متحدّثاً عن علاقة الصداقة التي تربطه بـ «الحكيم»، مكرراً «حفظ الله المملكة ووليد جنبلاط من كل سوء»!