IMLebanon

ايرولت إلى بيروت… الرئاسة سريعاً!

jean-marc-ayrault

 

 

تندرج زيارة وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت للبنان تحت ثلاثة عناوين. فهي، وان كانت بوصلتها موجهة رئاسيا بامتياز، بيد انها لا تخلو من الاقتصاد والامن وبعض الاجتماع من زاوية القلق على المصير اذا ما استمر الفراغ الرئاسي متسيّداً المشهد اللبناني، وهو ما لا تخفيه فرنسا، بل تعرب عنه في مجمل اللقاءات التي يعقدها مسؤولوها مع نظرائهم المعنيين بالازمة اللبنانية المستفحلة وتحديدا مع الايرانيين والسعوديين الذين كانت لهم محطات بارزة في فرنسا منذ نحو اسبوعين يفترض ان تشكل محور نقاش معمّق في اجتماعات ايرولت في بيروت مطلع الاسبوع المقبل.

اللقاءات الشاملة التي لن تستثني اي طرف سياسي بمن فيهم مرشحَي 8 اذار للرئاسة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، كما تؤكد مصادر دبلوماسية في الـ”كي دورسيه” لـ”المركزية”، ستركّز في شكل اساسي على حث المسؤولين والقادة السياسيين على ضرورة الاتفاق على وضع حد للفراغ الرئاسي والانتقال سريعا الى انتخاب رئيس جمهورية لان البلاد لم تعد تحتمل المزيد من الانحدار على المستويات كافة وقد لامست الاوضاع حد الانهيار العام. وبعد ان يضع ايرولت اللبنانيين في اجواء اتصالات باريس الدولية والمحادثات مع كل من ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اللذين اكدا ضرورة اتفاق اللبنانيين في ما بينهم، سيستمع الى وجهة نظرهم وتصورهم للحل وفي شكل خاص من حزب الله والتيار الوطني الحر باعتبارهما يعطلان نصاب الجلسات الانتخابية، كما يُجري جولة افق في الملف الرئاسي مع القيادات الروحية.

وتفيد المصادر ان فرنسا ومن باب علاقاتها الجيدة مع مختلف الاطراف اللبنانية والاقليمية والدولية المعنية بالازمة الرئاسية تلعب دورا محوريا لتقريب المسافات وتبحث عن نقاط التقاطع الممكن استثمارها ايجابا دفعا للجهود المبذولة في اتجاه انتخاب رئيس جمهورية، خصوصا ان المجتمع الدولي منهمك بالملفات الساخنة في المنطقة ويكتفي بالصيانة الامنية للساحة اللبنانية لتقطيع المرحلة خلافا لباريس التي تصّب جهودها على انجاز الاستحقاق منطلقة من هواجس تتنامى باضطراد ازاء تعرض الاستقرارين الامني والاقتصادي لخطر الانهيار في اي لحظة استنادا الى المسار الانحداري اللذين يسلكانه.

وفي مجال صيانة الاقتصاد، تؤكد المصادر ان ايرولت الذي يستكمل مهمة دعم لبنان التي ثبّت دعائمها الرئيس فرنسوا هولاند في زيارته الاخيرة لبيروت، سيعقد لقاء مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يبرز اهمية الدور الذي يضطلع به حاكم “المركزي” في هذه المرحلة الدقيقة كونه ضمانة لاستقرار الدولة في اشارة فرنسية واضحة الى القلق الذي يعتري الفرنسيين لجهة امكان تعرض الاستقرار الاقتصادي لأي انتكاسة.

اما الشق الاجتماعي، فيقع تحت عنوان مساعدة لبنان في مواجهة ازمة النزوح السوري التي فاقت كل قدرة على تحملها بعدما ناهز عدد النازحين نصف اللبنانيين بما يرتب من اعباء حيث تلعب فرنسا دورا مهما في مجال حث المجتمع الدولي على الايفاء بالتزاماته وسيستعرض ايرولت مع المسؤولين تفاصيل تتعلق بمؤتمر نيويورك في ايلول المقبل وسبل الدعم الممكنة.

وبحسب المعلومات المتوافرة لـ”المركزية” عن جدول زيارة ايرولت، فإن الضيف الفرنسي سيزور عين التينة والسراي للقاء رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمام سلام ويلتقي في قصر الصنوبر شخصيات سياسية الاثنين، على ان يلتقي الثلاثاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي العائد من الولايات المتحدة. وسيعقد ايرولت في ختام الزيارة مساء الثلاثاء مؤتمرا صحافيا مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد محادثات يجريانها في قصر بسترس.