أتت زيارة رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون إلى عين التينة في أول أيام العيد لتعزز الاعتقاد بأن عون ينتظر من حركته الانفتاحية على رئيس المجلس “بركة” رئاسية تسمح بإجراء الانتخابات قريبا.
وفي السياق، أكدت مصادر مقربة من الرابية لـ”المركزية” أن “الحركة التي يقوم بها الجنرال ذات طابع اجتماعي ووطني أولا، لأسباب تتعلق بعيد الفطر. ذلك أن العماد عون يسعى إلى أن يكون على موعد مع مختلف الأعياد الدينية لكل الطوائف. لذا كان من الطبيعي أن يبادر إلى زيارة الرئيس نبيه بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. غير أن الزيارة إلى عين التينة تتجاوز المفهوم الاجتماعي حصرا، وهي تحمل دلالات مختلفة. وليس سرا أن الرئيس بري راصد محترف ومقتدر للاشارات الاقليمية والدولية والمحلية التي تتعلق بالاستحقاق الرئاسي وسواه من الملفات، كما هي الحال مع موضوع النفط . وتاليا لا بد أن يكون رئيس المجلس تلقف إشارات معينة، وتوصل إلى اقتناعات محددة من ملف الرئاسة لأنه حريص على انجازه لكونه يعاني من الفراغ وشلل السلطتين التنفيذية والتشريعية. من هنا نقول لا عداوات طويلة الأمد، خصوصا أن العلاقة مع العماد عون لم تبلغ حد القطيعة يوما، على رغم الخلافات بيننا.
وتشدد الأوساط على أن “التقارب بيننا وبين الرئيس بري جدي وليس مفاجئا. ذلك أن العماد عون يسهر على ألا يكون على طرفي نقيض مع رئيس المجلس، علما أن لكل من الرجلين قناعاته، لكننا لم نتهجم يوما عليه. لذلك عندما يجتمع الرجلان يكون الاستحقاق ثالثهما وقانون الانتخاب رابعهما”.
وفي ما يتعلق بتوقيت الزيارة الذي وصفه البعض بـ”المريب” كونه أعقب التفاهم النفطي، شددت المصادر على أن “أي ربط بين مواقف سياسية معينة من استحقاقات كبرى بالتفاهم على النفط سيئ النية، لأنه يوحي وكأن التقاء مصالح أدى إلى اتفاق على الاستحقاقات الوطنية وهذا أمر معيب، وداعمو هذا الرأي يجهلون الرئيس بري والعماد عون. غير أننا نؤكد أن أي تنسيق في بعض الملفات بتفاهم مشترك على بعض القواسم المشتركة، من الطبيعي أن ينسحب على سائر الملفات، لكن هذا ليس الهدف الأساس من التنسيق”.
وعن سر التفاؤل العوني فيما المعطيات على حالها منذ شهور، اعتبرت المصادر أنه يكمن في قراءة للمعطيات السائدة في البلاد وفي الاقليم وعلى المستوى الدولي، وخصوصا ما يتعلق بـ”سقوط جدران النقض”، إضافة إلى بعض التطورات الميدانية الاقليمية، علما أننا لا نراهن عليها لنلج استحقاقا دستوريا من هذا النوع، غير أن ذلك لا ينفي تأثير هذه التطورات على الساحة الداخلية. كل هذا يدفعنا إلى القول إن الجنرال ليس متفائلا ولا متشائما، بل واقعي، يعيش عزة نفس”.
وفيما يجهد عون لتأمين الدعم في معركته إلى بعبدا، تبرز علامات استفهام كثيرة حول اتفاق عين التينة النفطي، الذي ذهب البعض إلى حد اعتباره تجاوزا واضحا لرئيس الجمهورية، هنا تؤكد الأوساط أن “لا أحد يتجاوز رئيس الجمهورية. ذلك أن المرسومين اللذين نتحدث عنهما وضعا خلال عهد رئاسي وفي ظل حكومة فاعلة. ثم إن طابعهما تقني وليس سياديا . والخلاف الذي نشب بين أفرقاء الحكومة (لا سيما التيار والحركة) كان يتعلق بهذا الطابع، التقني، ولم يكن خلافا سياسيا. وأن من شأن هذين المرسومين إطلاق مرحلة التنقيب والاستكشاف. أما القانون فهو متعلق بالبر أي المواد النفطية في الأراضي اللبنانية. ولا شك أن المراحل المقبلة التي تتطلب وجود رئيس للجمهورية للاشراف عليها فلا تزال بعيدة”.
هذه الصورة تدفع إلى التساؤل عن مواقف حلفاء عون من حركته ولقاءاته التي شملت أيضا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وأعلنت الأوساط العونية أن ” حزب الله حليف التفاهم يحبذ ويحفز على لقاءات من هذا النوع مهما كان طابعها. وكذلك حليف إعلان معراب ما زال داعما لترشيح الجنرال عون، وهما على علم بتحرك الجنرال”.