كشف تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن التقارير السرية التي وضعتها اللجنة الاستخباراتية المشتركة، أظهرت بشكل واضح قلق الأجهزة الأمنية البريطانية من تزايد قوة المجموعات “الجهادية” في العراق، خصوصًا تلك التي على صلة مباشرة بتنظيم “القاعدة”. ولفتت “الغارديان” إلى أنّ هذا الأمر يدحض مزاعم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي قال إن “داعش” أبصر النور في سوريا بالدرجة الأولى لا في العراق.
كما تظهر التقارير المنشورة أنّ أجهزة الأمن البريطانية شعرت بقلق بالغ مع حلول عام 2006 من هيمنة المجموعات “الجهادية” على حركة التمرد المسلح ضدّ حكومة نوري المالكي الشيعية.
وجاء في أحد تقارير اللجنة الاستخبارية المشتركة بتاريخ آذار 2007: “المفجّرون الانتحاريون كثر، وتنظيم قاعدة العراق يبحث عن فرصة لتنفيذ تفجير من العيار الثقيل يستهدف أهدافا رئيسية. في تقييمنا أن تنظيم “قاعدة” العراق سيسعى لتوسيع إطار حملته الطائفية حيث أمكنه ذلك، فالتفجيرات الانتحارية في كركوك تصاعدت وتيرتها بشكل حاد منذ تشرين الأول الماضي 2006، عندما أعلنت قاعدة العراق تأسيس دولة العراق الإسلامية نظريًا (بما فيها كركوك).
من جهتها، قالت إليزا مانينغهام بولر التي ترأست جهاز الاستخبارات الحربية MI5 بين عامي 2002 و2007 ضمن إفادتها في التحقيق: “مع حلول عام 2003 – 2004 كنا نتلقى عددًا متزايدًا من الأدلة على النشاط الإرهابي النابع من داخل المملكة المتحدة، ولقد أسهمت مشاركتنا في حرب العراق بتطرف بعضهم، إن صحّ التعبير، من بين أفراد جيل رأوا في تدخلنا في العراق من بعد تدخلنا في أفغانستان اعتداء على الإسلام نفسه”.
وفيما إذا كانت هناك أدلة دامغة ملموسة تثبت أنّ احتلال العراق زاد من حجم التهديد الإرهابي على المملكة المتحدة، أم هل تراه مجرد رأي، قالت بولر: “أظننا نستطيع الإتيان ببراهين نظرًا لأعداد الأدلة وأرقامها من مخططات إرهابية وأدلة أولية وأعداد الأشخاص الذين تمّ التعرف عليهم، وعلاقة كل ذلك بالعراق، وتصريحات الأشخاص حول أسباب تورطهم، لذا أرى أن الإجابة على سؤالك هي بنعم”.
وقال بلير إنّه كان قرأ تقييم اللجنة الاستخباراتية المشتركة بتاريخ شباط 2002 الذي حذر من أنّ التورط في العراق من شأنه زيادة حجم تهديد القاعدة للمملكة المتحدة، بيد أنه اعتقد حينها أن التراجع خشية تهديد الإرهاب سيكون خطأ جسيما، وعلى أية حال لقد تحولنا بعد 11 أيلول وحرب أفغانستان إلى أهداف إرهابية، وكما تظهر الأحداث الأخيرة في أوروبا والولايات المتحدة، فإنّ المبررات والمسوغات التي قد يتذرع بها هؤلاء الإرهابيون لممارسة إرهابهم كثيرة جدا حتى لو أغفلنا العراق”.