Site icon IMLebanon

“من يعرف شيئاً” عن العسكريين لدى “داعش”؟

كتبت أمندا برادعي في صحيفة “الحياة”:

مع بزوغ الفجر وهبوط الليل تشتدّ الحسرة في قلوب أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم “داعش” منذ 2 آب 2014 وخصوصاً زوجاتهن، والذين انقطعت أخبارهم والمعلومات عنهم في شكل كامل منذ سنة و6 أشهر.

قبل أن تسكُن في الخيمة حلمت وضحة السيد حسن زوجة خالد حسن بمَن يبني لها سقفاً يُدفّئها، وقبل أن تُشعل الإطارات بيدَيها للمطالبة بتحرّك الدولة اللبنانية تجاه هذا الملف حلمَت بمَن يُشعل قلبَها. لعيد الفطر غصّة في قلبها من نوع آخر، عطش لا يرويه بحر، مرّ شهر رمضان من دون أن تطبخ الطعام المفضّل لدى زوجها بل هذا الأمر ممنوع بطلب من العائلة. ما يعرفه ابنه مقبل (4 سنوات) عن مكان تواجده لا يعرفه بقية أولاد الجنود المخطوفين عنهم، هو الوحيد الذي تبلورت لديه معنى كلمة “داعش” ويعرف كما أكدت والدته لـ “الحياة” أن والده مخطوف لديها. ومع تلقيه هدايا عيد الفطر سألها: “هل يكون أبي من أرسل لي هذه الألعاب؟”. فيما عيناه تغزل السؤال المفتوح على التمديد لصيف ثان مكتوب عليه، مثلما هو قدر شقيقته أزاد التي كبرت سنتين في غياب والدها.

حاول أهالي العسكريين المخطوفين لدى “داعش” الانتقال إلى بلدة عرسال للتواصل مع أحد الأشخاص السوريين ومعرفة معلومات عن أبنائهم إلا أنه أجابهم: “من الممكن أن تنتقلوا إلى الجرود بعد عيد الفطر، لكنني لا أعرف شيئاً عن أبنائكم”.

كلام وضحة، أكده نظام مغيط شقيق العسكري المخطوف لدى “داعش” ابراهيم مغيط لكنه أشار إلى أن وفد الأهالي التقى أشخاصاً عدة في البلدة من دون معرفة أي معلومات ايجابية وكانت الأجوبة: “لا نعرف شيئاً”. لكن ما يعزّي نظام هو أنه “في حال تم ذبح العسكريين لكان داعش نشر الخبر مرفقاً بصور فعلته”.

ما يعرفه ابن ابراهيم الأوسط حمزة (6 سنوات) عن والده هو أنه في مكان بعيد في هذا العالم وعمله لا يسمح له بالمجيء إلى لبنان. لكنه لا يكف عن طرح الأسئلة: “لماذا لا يتّصل بنا؟ أريد أن أسمع صوته لا أن أرى صورته المرفوعة على الحائط”. أما والده وزوجته فلا شيء يدفعهما إلى التركيز على عملهما لتحمل مسؤولية الأولاد إلا أدوية الأعصاب.

وأكد نظام لـ “الحياة” أن الأهالي يحضّرون لسلسلة تحركات في الأسبوعين المقبلين تشمل زيارات إلى عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين قبل إحياء ذكرى سنتين على خطف العسكريين في 2 آب المقبل في تحرّك سيقام أمام السراي الكبيرة في بيروت، حيث لا تزال خيمة الاعتصام منصوبة في ساحة رياض الصلح. وأكد أن الاتصالات لم تنقطع مع المعنيين في الملف لكننا لا نلمس جدية في متابعته، آسفاً لمرور 8 أشهر من دون أن تجتمع خلية الأزمة المكلفة متابعة الملف. ولفت إلى أن الاتصال الأخير مع شقيقه كان في 21 كانون الأول 2014 عندما سأله: “لماذا ترفض الدولة التفاوض مع داعش؟”. لدى ابراهيم مغيط ثلاثة أولاد وأكبرهم يعاني من حال صحية خاصة (7 سنوات).

وكان رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري وصف الوضع في البلدة بـ “المأسوي والصعب جداً على كل المستويات الاقتصادية والأمنية”.

وكشف في تصريح انه “سيلتقي قائد الجيش العماد جان قهوجي “حاملاً اليه مطالب عدة أبرزها تعزيز انتشار القوى العسكرية في عرسال في شكل دائم ومكافحة وضبط الجرائم ومنع تحرك السيارات ذات الزجاج الداكن”.