Site icon IMLebanon

من البوّابة الفرنسيّة… البرتغال تلملم دموع رونالدو وتتوّج ملكة على أوروبّا

 

تقرير خالد مجاعص

في مشهد غير مسبوق، شهد خروج “الدون” كريستيانو رونالدو في الشوط الأوّل من نهائيّ أمم أوروبّا مصاباً، ممّا أدمع عيون نجم الريال ومعه عشرات الملايين حول الكرة الأرضيّة، انتفضت البرتغال وفكّت العقدة الفرنسيّة من قلب العاصمة باريس. فالبرتغال التي سقطت مرّتين في نصف نهائي بطولة أمم أوروبّا، الأولى في عام 1984 بشقّ النفس، وفي الشوط الإضافيّ أمام كتيبة ميشال بلاتيني، بعدما كانت متقدّمة بقيادة الساحر فرناندو شالانا، والثانية في النصف النهائيّ أيضاً في كأس العالم في ألمانيا في عام 2006 على ملعب الأليانز أرينا في ميونيخ أمام كتيبة زين الدين زيدان على الرغم من سيطرتها، ها هي الليلة تكسر الأرقام ومعها الإحصاءات لتفوز في الوقت الإضافي بهدف للاعب الدوري الفرنسيّ إيدير بنتيجة نهائيّة1-0. ويدين منتخب البرتغال في الفوز بلقب بطولة كأس الأمم الأوروبيّة للمرّة الأولى في تاريخه، إلى حارس مرمى سبورتنغ لشبونة الرائع روي باتريسيو الذي تصدّى لسبعة أهداف محقّقة، وحافظ على نظافة شباكه طيلة 120 دقيقة، على الرغم من الضغط الهائل الذي فرضه الديوك على مرمى ضيفهم.

وعلى الرغم من حصول بيبي على جائزة “رجل المباراة” في نهائيّ كأس أمم أوروبّا، بيد أنّ حارس مرمى لشبونة روي باتريسيو كان يستحقّ من دون منازع الحصول على لقب نجم المباراة .

وما هو مؤكّد أنّه إذا كان من ناحية المنتخب البرتغاليّ، الثلاثيّ روي باتريسيو وبيبي وإيدير الأفضل على أرض الملعب، ورونالدو من الخارج بدور المدرّب المساعد، فإنّه في المقابل، يتحمّل لوريس مسؤوليّة سقوط  فرنسا  في النهائيّ، ومعه وسط الدفاع، حيث أتت تسديدة إيدر لوبيز من مسافة نحو 23 متراً عن المرمى، علماً أنّها لم تكن تسديدة قويّة إنّما مركّزة نحو زاوية المرمى.

وممّا لا شكّ فيه، أنّ كريستيانو رونالدو سيتمّ اختياره  في نهاية الموسم  اللاعب الأفضل على صعيد العالم عبر حصوله على الكرة الذهبيّة، خلفاً لغريمه اللدود ليونيل ميسّي بعد فوز البرتغاليّ بثنائيّة بطولة أمم أوروبّا والتشامبينز ليغ. فقد سرق النجم البرتغاليّ الأضواء عندما  غادر أرض  الملعب في الدقيقة الـ25 من المباراة، متأثّراً بإصابته في رجله اليسرى والتي تعرّض لها في الدقيقة الثامنة بتدخّل قاسٍ جدّاً من المدافع الفرنسيّ كوسييني، وذلك على الرغم من ثلاث محاولات للعلاج، أملاً في البقاء إلى جوار زملائه في الملعب. ولكنّ قائد منتخب البرتغال لم يتخلّ عن زملائه، وواصل تشجيعهم باستمرار من على مقاعد الاحتياط، وقد تحوّل في الدقائق الأخيرة من المباراة وفي مشهد غير مسبوق  إلى مدير فنّي ثانٍ للبرتغال بتواجده الدائم على خطّ التماس لتوجيه اللاعبين، ومساعدة مدرّبه فرناندو سانتوس.

وبهذا، يكون البرتغال قد أحرز اللقب الرسميّ الكبير الأوّل له في تاريخه بعد محاولات عدّة لهذا البلد الذي يعشق كرة القدم منذ عام 1966 بقيادة أوزيبيو وصولاً إلى عام 2006 مع قيادة الجوهرة رونالدو. وفي تاريخ 10 تمّوز 2016، تكون البرتغال قد انضمّت إلى عمالقة كرة القدم في أوروبّا كألمانيا، إسبانيا وفرنسا وغيرها.