Site icon IMLebanon

الرئاسة خارج الإهتمامات الدولية!

Baabda-résidence

تقول أوساط دبلوماسية عربية مقيمة في الخارج للوكالة “المركزية”، إنّ لا مساع جدية لاتمام الاستحقاق الرئاسي غير المدرج حتى الساعة على أجندة أولويات الدول الكبرى المنشغلة حاليا بملفات أخرى من سوريا الى العراق واليمن فالحرب على الارهاب، ناهيك عن انهماكها بقضايا داخلية كالانتخابات الرئاسية المرتقبة في الولايات المتحدة.

وفي السياق، لا تتوقع الاوساط قيام أي مسعى خارجي محوره “الرئاسة” في المدى المنظور. فما يهمّ المجتمع الدولي لبنانيا في الوقت الحاضر هو الاستقرار وضرورة الحفاظ عليه، لافتة الى ان “الخارج” يولي “الأمن” اللبناني أولوية مطلقة حتى أنه لا يمانع استمرار الشغور طالما ان الاستقرار صامد. وتلفت الى ان بقاء الوضع المحلي تحت السيطرة حيوي بالنسبة الى المجتمع الدولي الذي يخشى موجات نزوح جديدة الى أوروبا اذا انهار الاستقرار. من هنا، نراه يمد الجيش اللبناني والقوى الامنية بالسلاح والعتاد في شكل مستمر ليتمكن من ضبط الساحة اللبنانية ورد الخطر الارهابي المرابض على حدودها، فالاستثمار في الامن اللبناني مكسب للغرب أيضا. والواقع هذا، تستبعد الاوساط امتداد نيران المنطقة الى لبنان وتؤكد ان المظلة الدولية ستبقى منبسطة فوق أراضيه، ولو سجلت من وقت الى آخر خروق أمنية كتلك التي شهدتها القاع أخيرا.

في الموازاة، تعتبر الاوساط أنّ الحركة الداخلية المستجدة التي شهدتها الساحة اللبنانية من لقاء الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى لقاء الاخير ورئيس “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، فاجتماع رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، تبين أنها بلا بركة أقلّه رئاسيا، رغم الكلام التفاؤلي الكثير الذي قيل بعدها وأوحى بقرب انجاز الاستحقاق وبأن الكفّة مالت لصالح خيار انتخاب العماد عون.

أما سبب الاخفاق المستمر في وضع حد للشغور، حسب الاوساط، فيكمن في استمرار الاطراف اللبنانيين المقاطعين لجلسات الانتخاب، وموعد آخرها محدد غدا، بربط الاستحقاق بالأزمة السورية خصوصا وبالتسويات المرتقبة في المنطقة عموما، مشيرة الى ان كل الدعوات التي يكررها الدبلوماسيون الاوروبيون والغربيون والامميون الذين توالوا على زيارة لبنان وآخرهم وزير الخارجية الفرنسية جان مارك ايرولت، وشددوا فيها على ضرورة فصل “مقصورة” لبنان عن قطار أزمات المنطقة، لم تلق الآذان الصاغية ولم تتمكن من تبديل قرار المعطلين بربط الورقة اللبنانية بملف الاقليم، لافتة الى أن حصر المرشحين بشخصيتين من فريق 8 آذار هما العماد عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لم تحمل حزب الله الى فك أسر الرئاسة ما يدل بوضوح الى قرار ايراني بعدم الافراج عن الرئاسة قبل اتضاح حصة طهران من التسويات المرتقبة واستخدامها كورقة ضغط لتحسين شروطها.