شدّد السفير الفرنسي إيمانويل بون على أنّه “من مصلحة الجميع أن يبقى لبنان بمنأى عن الأزمات الاقليمية”، لافتاً الى أنّ “التوصل إلى حل في لبنان قد يشكل إشارة ممتازة بالنسبة إلى سائر أنحاء المنطقة، وأنّ التفاوض يبقى ممكناً للخروج من الأزمات”.
بون، وخلال حفل إستقبال أقيم في قصر الصنوبر، بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، قال: “يُدرك اللبنانيون أن بإمكانهم الاعتماد على فرنسا، والتجربة تؤكد ذلك. وعندما تلتزم فرنسا من أجل لبنان، إنما تقوم بذلك من أجل لبنان وحده، من دون أيّ أفكار خلفية، وهدفها الوحيد أن تكون مفيدة لهذا البلد، الذي تتمسك به، عبر روابط متعددة، من خلال التاريخ والثقافة والصداقة والقلب. لفرنسا مرشح واحد وأجندة واحدة وطموح واحد، ألا وهو لبنان، فنحن نعمل إذا لكي يكون لبنان بمنأى عن التهديدات في هذه الفترة التي تسدوها الشكوك والريبة”.
وأضاف: “من المهم أن يتم التوصل إلى حل للازمة السياسية التي تعصف بلبنان، وفرنسا تشجع الأحزاب اللبنانية على إيجاد سبل لتسوية من شأنها أن تتيح انتخاب رئيس يكون رئيساً لجميع اللبنانيين، وتشكيل حكومة تمثل الوحدة الوطنية وتجديد مجلس نيابي تتمثل فيه جميع الأطراف تمثيلا عادلاً، فالتوصل إلى اتفاق ضروري لحسن سير عمل مؤسسات الدولة لصالح جميع اللبنانيين، غير أنّ فرنسا تدرك كم أنّه من الصعب التوصل إلى اتفاق كهذا في الوقت الذي يمارس فيه الخارج ضغوطاً كبيرة على لبنان، وبالتالي فهي تبذل كذلك جهوداً باتجاه جميع الاطراف القادرة هنا على التأثير، وهدفها بسيط توفير الظروف المناسبة والحصول على الضمانات الدولية للتأكد من أن الاتفاق الذي يتوصل إليه اللبنانيون بالتفاوض في ما بينهم سوف يتم احترامه من قبل الجميع”.
وتابع بون: “على بعد كيلومترات تدور الحرب في سوريا، وما يهمنا أولاً هو الحفاظ على الأمن في لبنان على الحدود، وكذلك على الأراضي الوطنية. ولهذا السبب، نتعاون مع كل المؤسسات المعنية، ونقدم دعمنا إلى الجيش اللبناني، فهو مؤسسة فعلا وطنية، ونأمل أن يتم تسليمه المعدات الفرنسية ضمن إطار الهبة السعودية في الوقت المناسب”.
وأكد أنّه “من المهم أن يمكن التضامن الدولي لبنان من مواجهة نتائج الأزمة السورية، لا سيما في ما يتعلق بتوافد اللاجئين، ففرنسا تقوم بدورها كاملاً وتزيد مساعداتها لصالح اللاجئين، كما لصالح المجتمعات المضيفة، التي ازداد فقرها من جراء هذه الأزمة”.
وختم بون: “إن الأزمة في سوريا أخذت حجماً استثنائياً، ونحن نفعل كل ما في وسعنا للتخفيف من وطأة الحمل بالنسبة إلى لبنان والتحضير للمستقبل، وثمة أمر يجب أن يكون واضحاً، ألا وهو عودة اللاجئين إلى بلادهم ما أن تسمح الظروف بذلك. ولا بد من تأمين هذه الظروف، ولذا فإنّ فرنسا تواصل العمل من أجل عملية انتقال سياسية تبقى الحل الأفضل لإخماد الحرب في سوريا”.