أشارت الوكالة “المركزية” الى أنّه لا يختلف اثنان من المتابعين للحركة السياسية على الساحة الداخلية على ان تحولا بارزا طرأ على محور الملف الرئاسي لجهة توسع رقعة تأييد ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بعد انضمام رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الى القافلة التي لم يبق خارجها كما بات معلوما من الكتل الوازنة الا تيار “المستقبل” و”التنمية والتحرير” ومستقلو “14 آذار”، اقله في الموقف المضمر.
لكن مصادر سياسية في فريق 14 آذار تقول لـ”المركزية” ان توسع مروحة مؤيدي عون لا يعني في اي شكل وصوله الى قصر بعبدا كما تسوّق اوساط التيار الوطني الحر، لان العقدة ليست في حجم التأييد بل في عدم رغبة من يقف خلف تعطيل الاستحقاق محليا واقليميا بفك أسر الرئاسة وتحديدا حزب الله وايران التي تصادر الملف، فالورقة الرئاسية باتت اكثر من اي يوم مضى حاجة لطهران توظفها في بازار المفاوضات الاقليمية والدولية لحمل الدول العاملة على نسج التسويات السياسية لأزمات المنطقة على حجز مقعد يؤمن لها دورا وازنا في المستقبل، وهي تريد من خلال هذه الورقة الضغط على الجانب الاميركي تحديدا لفتح قناة حوارية معها قد تفضي الى منحها ما تتطلع اليه وهو ما ترفض واشنطن الانجرار اليه. وتعتبر المصادر ان عودة العلاقات الايرانية- السعودية الى دائرة التأزم الشديد استنادا الى معيار الوضع الميداني في اليمن لا تبعث على الامل بحل رئاسي قريب، لا بل توحي بتمديد الازمة ربما الى ما بعد ايلول المقبل، الموعد الذي يعوّل عليه كثيرون كحد اقصى لانجاز الاستحقاق بفعل دخول الدول الكبرى مدار انتخاباتها الرئاسية حيث يصبح متعذرا آنذاك بذل اي جهد لملفات لبنان.
وليست نتائج محادثات وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الذي عاد خالي الوفاض الى باريس سوى الدليل القاطع الى عدم رغبة “قوى الممانعة الرئاسية” بتذليل العقبات وانهاء الفراغ. فما سمعه المسؤول الفرنسي لم يغير قيد انملة في المعادلة المتحكمة بالاستحقاق منذ عامين، حزب الله كرر مواقفه نفسها واضعا الطابة في ملعب الفريق الاخر لعدم انتخابه عون رئيسا، وتحميل السعودية وزر الفراغ، والعماد عون على موقفه وقناعته بتوافر حظوظ وصوله الى بعبدا، في حين يستمر النائب سليمان فرنجية مرشحا مدعوما من تيار المستقبل بفارق عدم تحركه في اتجاه القوى السياسية كما يفعل عون. وينقل احد المشاركين في عشاء السفارة الفرنسية ان السفير ايمانويل بون قال لزعيم “المردة” “ان كل الذين اجتمعوا مع ايرولت من القادة السياسيين وبحثوا معه ملف الرئاسة سموا العماد ميشال عون باستثناء الرئيس سعد الحريري الذي سماك (فرنجية)، واكد تمسكه بدعمك.
وتوضح مصادر 14 اذار ان الرئيس الحريري الذي ابدى منذ 25 اذار 2014 وما قبل، استعداده لتسهيل الاستحقاق استنادا الى ان انتخاب اي رئيس يبقى افضل من الشغور، بذل مساعي في اتجاهات عدة بما فيها الرابية لمنع وصول الامور الى ما وصلت اليه لكنه لم يلق التجاوب الكافي حتى انه تعرض لانتقادات من الحلفاء قبل الخصوم، لكنه بات على قناعة تامة اليوم ان ارادة المعطلين والمصرّين على الفراغ اقوى من كل المحاولات المحلية ما دامت قوى التعطيل مستمرة في مقاطعة جلسات الانتخاب التي فاقت الاربعين، مشيرة الى ان بعض النواب في التغيير والاصلاح لم يعد يتوانى عن الاشارة الى ان الحزب لا يريد عون، والا لكان ضغط على الرئيس بري تحديدا لتأييده ولكان الاخير تربع على الكرسي الاول في البلاد.