IMLebanon

الرئاسة العالقة بين “كماشة” الداخل والخارج

baabda

 

 

كتبت باسمة عطوي في صحيفة “المستقبل”:

تزامن إنعقاد الجلسة الثانية والاربعين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية أمس، مع إنتهاء زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت للبنان والذي وضع ملف الرئاسة الاولى وإنهاء الشغور في مقدمة لقاءاته مع كافة الاطياف السياسية، وسمع خلالها آراءهم حول الازمة الرئاسية التي توليها فرنسا إهتماما خاصا، من دون أن تملك القدرة على حسمها بالرغم من محاولاتها المتكررة لذلك، وبالتالي كان مشهد لقاءات إيرولت مع القادة اللبنانيين أشبه بخلية نحل تدفع إلى التفاؤل بقرب إنتهاء الازمة، لكن الواقع كان يشي بأمرين، الاول أن إيرولت لم يأتِ إلى لبنان بعصا سحرية لحل أزمته السياسية ولم يمتلك أي مبادرة في هذا الاتجاه، بل كان يسعى للقول بأن فرنسا تريد أن تبقي لبنان في دائرة الضوء الدولية على الاقل إن لم تكن قادرة على دفع الاهتمام الدولي بأزمته، والثاني أن الافرقاء السياسيين لا يزالون على مواقفهم المعتادة من الملف الرئاسي،ما يوحي بأن التوقيت بات مناسبا لتدخل دولي مباشر يقوده إيرلوت لكسر الجمود الحاصل، فهل هذا هو السيناريو الأخير لخروج لبنان من أزمته؟

يوافق عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري،على أن “زيارة إيرولت هي كترجمة للعلاقات المميزة بين لبنان وفرنسا”، ويقول لـ”المستقبل”: “حاول البعض تحميلها أكثر مما تحتمل، والدليل أن إيرولت قال للمسؤولين اللبنانيين خلال لقائه بهم أنه تقع عليهم مسؤولية انتخاب رئيس، ويمكن أن يؤمن المجتمع الدولي مظلة لهذا الانتخاب لكن لا بديل عن دور اللبنانيين”.

ويضيف: “التدخل الخارجي في هذا الملف يجب أن يحصل من خلال الضغط على إيران، للإفراج عن هذه الورقة التي تستعملها إقليميا من خلال امتناع نواب “حزب الله” و”التيار الوطني” عن انتخاب رئيس، لكن للأسف أخفقنا للمرة 42 في انتخاب رئيس ولا أعتقد أن هناك تعديلا في موقف “حزب الله” في الافق”.

ويرى عضو تكتل “التغيير والاصلاح” النائب آلان عون، أن “زيارة إيرولت لن تحمل تغييرا إلى الملف الرئاسي”، ويلفت الى أنها “محاولة لتشجيع اللبنانيين على إيجاد الحل لكن المواقف لا تزال على حالها، بمعنى آخر يحاول الفرنسيون إدخال حيوية على الملف اللبناني ليحظى بإهتمام دولي وإقليمي، والجميع يعلم أننا في آخر الاهتمامات الإقليمية والدولية، لكن النوايا الطيبة لا تكفي لأن المفتاح الاساسي للحل موجود لدى الرئيس سعد الحريري خصوصا أن القوات اللبنانية ورئيس اللقاء الديمقراطي بدلوا موقفهم تبعا للتطورات الحاصلة، ما يعني ان الكرة في ملعب الرئيس الحريري”.

ويتمنى عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب ميشال موسى، “حصول تدخل دولي لإنهاء الملف الرئاسي الشائك”، ويشير الى ان “هناك تباعداً كبيراً بين دول المنطقة بشأن العديد من الملفات، وبالتالي فهم ليسوا في وارد الجلوس للإتفاق على الملف اللبناني لذلك على اللبنانيين الإتكال على أنفسهم في خرق جدار الازمة”.

ويتابع: “لم يأت إيرولت بمبادرة واضحة أو دخل في إي نقاش حول اسماء المرشحين، بل كان يحث على تسريع الخطوات للخروج من الوضع الراهن،ومعرفة ما هي النقاط الخلافية بين اللبنانيين بالاضافة إلى دعم الجيش وملف النازحين”.

على ضفة “القوات اللبنانية” يشبّه عضو الكتلة النائب انطوان زهرا “زيارة إيرولت بزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السابقة لتشجيع اللبنانيين على انتخاب رئيس جمهورية كمدخل اساسي لإعادة الحياة الدستورية إلى لبنان”، ويؤكد انها “لم تضف أي مشهد إضافي على الحراك السياسي اللبناني ولن تأتي بجديد على صعيد الرئاسة للأسف، وبالتالي يجب على الاطراف اللبنانية أن تحسم أمرها وتنتخب رئيساً جديداً ولا تقف منتظرة على قارعة الامم بانتظار إشارة لحسم الموضوع داخليا، لكن للأسف لا أرى أن هذا الامر سيحصل قريبا”.

 

ويؤكد عضو كتلة “الكتائب” فادي الهبر على كلام زهرا لجهة نتائج زيارة إيرولت، ويوضح ان “لا دور اساسياً لفرنسا في ملف الرئاسة اللبنانية، بل أن الدور الوحيد لإيران ولبشار الاسد (بنسبة ضئيلة)، إيران التي تحاول إستعادة هيبتها من خلال التأثير على الملف الرئاسي، وبالتالي لا يمكن لاي دولة غربية التدخل في هذا الملف الممسوك بإحكام من إيران التي تضع أولوياتها بانتظار سوريا الجديدة للبت بعدها في الملف اللبناني”.

ويضيف: “هناك دور لروسيا في المنطقة وهي لن تلتفت للملف الرئاسي اللبناني، وأعتقد أن الرئيس الفعلي للجمهورية في لبنان هو السيد حسن نصر الله، الذي وحده يملك قرار الحرب والسلم وتوريط لبنان في معارك الآخرين وممارسة صلاحيات المؤسسات الدستورية في لبنان”.