عبّرت دوائر سياسية عبر صحيفة “الراي” الكويتية عن مخاوف مما لمسه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت في بيروت من انسداد الأفق الداخلي امام اي مخرج وشيك للأزمة رغم رفْض الأخير رفع “الراية البيضاء” وتأكيده انه سيواصل اتصالاته مع كل من الرياض وطهران في إطار السعي الى “سحْب” لبنان من لعبة “الأوعية المتصلة” في المنطقة على قاعدة حلول يشعر معها الجميع بأنهم منتصرون وتتفادى معها البلاد “الخسارة الكبرى” في حال فقدت آخر “المكابح” التي ما زالت تفرْمل انفلات استقرار الحدّ الأدنى فيها.
وما فاقم مخاوف هذه الأوساط، دخول العلاقة السعودية – الايرانية منعطف توتير جديداً على خلفية المشاركة السعودية (كما لشخصيات غربية) في المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية الذي انعقد قبل ايام في باريس.
وجاءت “المنازلة” الإيرانية – السعودية في جولتها الجديدة التي بدأت على “أرض فرنسا” معطوفةً على تثبيت الأطراف الداخلية في لبنان مواقفها، لتجعل الأوساط نفسها تخشى من الأشهر القليلة المقبلة ومن إمكان ان تحمل محاولاتٍ لكسْر “ستاتيكو” المراوحة الحالي ولو على وهج تطوّرات “مفتعلة”.
وتذكّر الأوساط في هذا السياق بأنه سبق لقوى “8 آذار” ان حدّدت مواعيد بدت أقرب الى رسْم “الخطوط الحمر”وحدُّها الأقصى الانتخابات الأميركية في تشرين الاول المقبل، بما يضمن استيلاد حلٍّ وفق السلّة المتكاملة التي اقترحها رئيس البرلمان نبيه بري والتي ستكون محور “خلوة الأيام الثلاثة” في 2 و 3 و 4 اب المقبل وتشمل بتّ الملف الرئاسي مع تفاهمٍ موازٍ على قانون الانتخاب والحكومة الجديدة رئيساً وتوازنات وبياناً وزارياً مع التعيينات الأساسية (عسكرياً ومصرفياً) وضوابط إدارة الحكم في العهد الجديد لا سيما داخل مجلس الوزراء (وضع نظام داخلي)، وهو ما تتعاطى معه قوى “14 آذار” في غالبيّتها بريْبة كبيرة باعتبار انه التفاف على اتفاق الطائف.