تتجه الانظار المحلية الى القمة العربية التي تنعقد في الخامس والعشرين من الجاري في العاصمة الموريتانية نواكشوط والتي يشارك فيها رئيس الحكومة تمام سلام، لرصد كيفية مقاربة الدول العربية عموما والخليجية خصوصا بند “التضامن مع لبنان” وهو بند دائم على جدول اعمال القمم العربية. فهل يتم اقراره بالاجماع، ام ان دول الخليج ستتحفظ عليه ردا على خروج لبنان عن الاجماع العربي بإدانة التدخل الايراني في الشؤون العربية ؟ وهل سيصنف حزب الله منظمة ارهابية من قبل قادة الدول العربية مرة جديدة بعد ما صنفته قمة دول المؤتمر الاسلامي؟
وفي هذا الاطار، يؤكد مصدر ديبلوماسي لبناني لـ”المركزية” انّ الورقة في شأن لبنان هي نفسها تلك التي اقرتها الدورة العادية 145 للمجلس الوزاري العربي التي انعقدت في القاهرة في اذار الماضي ووضعت جدول اعمال القمة التي كان سيستضيفها المغرب قبل ان يعتذر لتُرحَّل الى موريتانيا التي تستعد اليوم لاستضافة الرؤساء والملوك العرب في ظروف حساسة تشهدها المنطقة العربية الملتهبة بالحروب والنزاعات من سوريا الى اليمن فجنوب السودان وليبيا.
وذكّر المصدر بالموقف الخليجي في اجتماع الجامعة في اذار الماضي حيال الورقة اللبنانية التي دأب لبنان على تقديمها منذ سنوات مع تعديلات طفيفة يدخلها على الصيغة نفسها، حيث فنّد مندوبو دول الخليج العربي حرفيا كل نقطة فيها رافضين عبارات وردت فيها تلمح الى دعم حزب الله. واستغرقت المناقشات حول بند “التضامن مع لبنان” أكثر من اربع ساعات، خرج بعدها القرار معدلا عن صيغته الاساسية بعد جملة ملاحظات واعتراضات كثيرة. وردّت دول الخليج باستثناء سلطنة عمان على نأي لبنان بالنفس عن التضامن العربي مع السعودية بالنأي بالنفس عن القرار. وجدد المصدر التأكيد على ان لبنان يتحفظ على كل ما يصدر بحق “حزب الله” وكل ما يعتبر خروجا عن البيان الوزاري للحكومة الحالية.
في الموازاة، اشار الى ان الامين العام الجديد للجامعة احمد ابو الغيط ينكب على التحضير لإنجاح القمة كونها اول اطلالة رسمية له، ويعمل على التوفيق بين وجهات النظر السعودية والاماراتية والبحرينية وتلك اللبنانية لتفادي اي مواجهة حادة بين الدول الاعضاء وتدارك المسألة المتعلقة بتصنيف حزب الله كما اعتُمد في اجتماع وزراء الخارجية العرب.
وعلمت “المركزية” انّ وزير الخارجية جبران باسيل الذي يمثل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب في 23 الجاري، اعطى تعليماته لسفير لبنان لدى الجزائر غسان المعلم الذي سيمثل لبنان في الاجتماع التمهيدي الذي يعقد في نواكشوط في 22 على مستوى المندوبين الى جانب مندوب لبنان لدى الجامعة المستشار الديبلوماسي انطوان عزام، في التعبير عن موقف الحكومة المتضامن مع اي دول عربية في مواجهة اي تدخل في شؤونها مع تسجيل النأي بالنفس في كل ما يمس الوحدة الوطنية.