Site icon IMLebanon

انفراجات سعوديّة إزاء الحريري؟

 

 

كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:

تعيش قيادات «تيار المستقبل» نوعاً من التفاؤل حيال التعاطي السعودي الإيجابي المستجد مع الرئيس سعد الحريري. هي ترى أنّ الملك سلمان بن عبد العزيز ترجم هذه الإيجابية بدعوته رئيس «المستقبل» إلى مائدة الافطار الرمضانية بحضور رؤساء دول، ومشاركة المحمدين (بن نايف وبن سلمان)، ومن ثم استقباله مع رئيس الحكومة تمام سلام بعد صلاة عيد الفطر، الأمر الذي يمكن، برأيها، أن يؤدي الى انفراجات سياسية ومالية قريبة.

ثمة تفاوت بين المرجعيات السياسية السنية وغير السنية في النظرة إلى التطورات السعوديّة الأخيرة تجاه الحريري. البعض لا يعتبر أنّ ما حصل يمكن البناء عليه، بل هو أمر طبيعيّ جداً يمكن أن يحصل مع أي شخصية لبنانية أو غير لبنانية في حال كانت متواجدة السعودية في هذا التوقيت بالذات، فالملك يستقبل كل الشخصيات الزائرة ومائدة الإفطار الملكية مفتوحة للجميع. كما أن الحرم المكي مفتوح للجميع من أجل الصلاة..

لا يختلف اثنان أنّ مستقبل الحريري مرهون بكيفية التعاطي السعودي معه، إن لجهة الاستمرار في اعتماده كممثل شرعي للسعوديّة وللسنة في لبنان، مع الاحتفاظ بالقرار السعودي القاضي بالانفتاح على سائر المكونات السنية وانتظار نتائج الانتخابات النيابية المقبلة التي ستحدد الأحجام من جديد، أو لجهة دعمه بالمال الذي بات يشكل عصب الحياة السياسية لدى مختلف التيارات في لبنان، وفي مقدمتها «تيار المستقبل».

ولعلّ ما تم تسريبه مؤخراً حول دفع 250 مليون دولار للحريري بدل صيانة أربعة قصور ملكية لحساب «سعودي أوجيه»، وقيام إدارة الشركة بدفع جزء من التعويضات لعدد كبير من الموظّفين الذين تم صرفهم مؤخراً.. كل ذلك ساهم في تنامي حالة التفاؤل في «تيار المستقبل» الذي سمع عدد من كوادره ومنسقيه همساً في «بيت الوسط» عن دفع رواتب متأخرة وصرف تعويضات وتسديد ديون قديمة، ممّا أوحى بأن ثمة انفراجاً مالياً يلوح في الأفق من دون استطاعتها جزم حصوله، لكن مصادر أخرى في «المستقبل» نفت ذلك وقالت إنه كان مقرراً أن يلتقي الحريري وبن سلمان في باريس، ولكن مكتب ولي ولي العهد أرجأ اللقاء في آخر لحظة (الثلاثاء الماضي).

وتقارب مصادر قيادية في «تيار المستقبل» استقبال الملك السّعودي للرئيسين سلام والحريري خلال عيد الفطر، بطريقة إيجابية، علماً أن سلام كان قد طلب موعداً في خضم الأزمة السعودية ـ اللبنانية لكن الإدارة السعودية لم تحدّده له.

وتخلص هذه المصادر للقول: لقد أدركت السعودية أن مشكلتها ليست مع الحكومة اللبنانية، وليست مع التيارات السياسية، وليست مع الشعب اللبناني المغلوب على أمره، بل مشكلتها الأساسية هي مع إيران ومع أداتها «حزب الله» الذي يسيطر على لبنان لا يستطيع أحد مواجهته في المرحلة الراهنة لكونه يمتلك السلاح.

وترى المصادر «المستقبلية» أنّ السعودية نجحت في إلزام المرجعيات والقيادات السنية بترتيب البيت الداخلي للطائفة، والحدّ من الخلافات والخصومات، وهذا ما يعنيها مباشرة. وقد نتجت عن ذلك مصالحة الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي التي كان لها صدى إيجابي لبناني وإقليمي.

وتؤكد هذه المصادر أن السعودية لن تتخلى عن لبنان، ولا عن سعد الحريري، لكن الأزمة مع إيران ستبقى مفتوحة في المدى المنظور. لذلك، «فإنّنا قد لا نشهد في المرحلة المقبلة تسوية ببنود كبيرة على المستوى اللبناني، باستثناء الحفاظ على الأمن الذي يتطلّب وعياً وطنياً، إضافة إلى الاستمرار بالحوارين الوطني، والثنائي مع حزب الله».