ذكرت صحيفة “الديار” ان التحقيقات مع رؤساء الشبكات الارهابية وتحديداً في سوريا كشفت بان قيادة العمليات والتحضير والاشراف والتوقيت للعمليات الارهابية الاخيرة في فرنسا وبلجيكا ولبنان والعديد من الدول هو في الرقة السورية، اما في العراق فالتحضيرات في الموصل ومعظم الذين يديرون العمليات الارهابية كانوا ضباطا في الحرس الجمهوري العراقي ايام صدام حسين، والمعلومات تشير الى ان القيادات العليا في “داعش” و”النصرة” يعرفون بعضهم البعض وهم من جيل ارهابي واحد، ومتقاربون في السن، وتعرفوا على بعضهم في افغانستان وبعدها في العراق. ومن هناك كانت تدار التفجيرات في سوريا في بداية الازمة. ومع توسع دائرة المعارك باتت القيادة في الرقة، ومن الرقة انطلق الارهابيون باتجاه اليمن وليبيا بالتحديد.
والمعلومات تؤكد أن جذور الحركات الارهابية يعود الى تنظيم “الاخوان المسلمين” في كل الدول، ومن “الاخوان” تفرعت “طالبان” و”النصرة” و”داعش” وسائر التنظيمات الارهابية، وبعد مواجهات افغانستان وتراجعها على يد القوات الاميركية انتقلت الى مناطق اخرى، واعتمدت استراتيجية عسكرية لا تقوم على المواجهات المباشرة وحرب الجبهات والمتاريس واستنزاف القوى بل على استراتيجية التفجير والقتل. وبعد الضربات التي وجهت لـ”داعش” و”النصرة” في سوريا فان معظم الاجهزة الامنية العالمية تراقب وتحلل عن “وجهة” سير “داعش” بعد الضربات في العراق وسوريا وتتقاطع المعلومات ان “داعش” تركز على ليبيا والنفط وصحراء سيناء واغراق مصر في المشاكل مستغلة مساحة سيناء وقوة “الاخوان” في مصر.
وفي المعلومات ايضاً، ان تنظيم “داعش” بعد ان باتت كل قياداته مكشوفة وكلها من الصف الاول، بادر الى تجنيد جيل جديد “شبابي” من الارهابيين واعمارهم بين 18 سنة و25 سنة وتديرهم قيادات ترتبط بالرموز التاريخية بحلقات ضيقة جداً من الاشخاص خوفاً من انكشاف امرهم.
هذا الترابط الارهابي بين الشبكات، جعل من مدراء معظم الاجهزة الامنية الاوروبية والعربية يطلبون الود من دمشق بعد ان وصل “الموس الى ذقونهم” وقد حضر الى دمشق مدراء المخابرات الفرنسية والبلجيكية والالمانية والايطالية وضباط اتراك بعد تفجيرات مطار اتاتورك وضباط عرب برفقة مدراء المخابرات الاجنبية، وتعاون الامن السوري مع هؤلاء الذين التقوا بارهابيين من الطراز الثقيل، حتى ان الضباط العرب التقوا بقيادات داعشية، من بلدانهم، وكانت الصدمة كبيرة لخطط هؤلاء التدميرية حتى ان بعض مدراء المخابرات طلبوا لقاء الرئيس السوري بشار الاسد ورفض طلبهم جملة وتفصيلا، لان العلاقات مع رؤساء الدول لها طابعها الديبلوماسي وليس الامني.
وفي المعلومات، ان مدير المخابرات الايطالية وجه دعوة لقادة اجهزة الامن السورية، وان وفداً امنياً سورياً رفيعاً برئاسة اللواء ذيب زينون زار ايطاليا وسافر من مطار بيروت الدولي بعد طلب من الحكومة الايطالية، وقد ساهم التعاون السوري مع ايطاليا في كشف مخططات ارهابية كبرى في العديد من الدول.
حتى ان ضباطاً اميركيين طلبوا معلومات من دمشق وحصلوا عليها وادت الى احباط عمليات ارهابية كانت تستهدف سفارات اميركية في دول الخليج.
وفي المعلومات ايضاً، ان بعض سجناء رومية من الطراز الارهابي الاول، تعرفوا على انتحاريي القاع وباسمائهم الحركية المركبة، والهويات الحقيقية للبعض منهم، واعترف السجناء بانهم قاتلوا مع هؤلاء الارهابيين في عرسال وسوريا وهذا ما يكشف ترابط الشبكات الارهابية، حتى انه تبين وبعد الكشف على الاسماء ان بعض الانتحاريين كانوا موقوفين لعدم حيازتهم اوراقا ثبوتية وتم الافراج عنهم.
الخطر الارهابي واحد، والارهابيون موحدون على نسف كل ما هو قائم، ولديهم شبكاتهم النائمة في لبنان وغير لبنان، وعندما تصدر الاوامر القيادية قادرون على التنفيذ. والبارز ان الاجهزة الامنية العربية والدولية تنظر بعين الاحترام والتقدير والاعجاب للاجهزة اللبنانية وللضربات التي وجهتها للشبكات الارهابية والتي ساهمت بحماية لبنان ودول عربية واوروبية بامكانيات متواضعة، حتى ان مطار بيروت الدولي والمرافق اللبنانية جيدة من الناحية الامنية في نظر الخارج كما ان الاجهزة العربية والدولية تشجع على التعاون الامني السوري اللبناني، كما ان لجهاز امن المقاومة الدور الاول في اصطياد رؤوس ارهابية بعيداً عن الاعلام ويسيل “لعاب” اجهزة الغرب للحصول على معلومات عن هؤلاء، وهذه الاجهزة الامنية العربية والغربية بانتظار “غمزة” واحدة من “حزب الله” ليقفوا بالصف على ابواب حارة حريك.
الارهاب هو الشغل الشاغل للعالم. والحرب ضد “داعش” طويلة. وهذا يستلزم تحصين الساحة الداخلية ومدخل هذا التحصين التعاون الامني بين لبنان وسوريا فيما قوة “حزب الله” والجيش والامن العام والمعلومات وامن الدولة تحمي لبنان في هذه المرحلة الصعبة، وهذا التعاون يحظى بغطاء دولي شامل مهما بلغ “امتعاض” بعض الداخل الذي ليس له اي صدى في الخارج.