كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:
فتح انتخاب الشيخ أبو بكر الذهبي رئيسا لـ “هيئة العلماء المسلمين في لبنان”، الباب واسعا أمام الهيئة للعودة الى حضن دار الفتوى، والعمل تحت عباءتها، مما يكسبها مزيدا من الشرعية في الشارع الاسلامي، خصوصا أن الذهبي يعتبر من العلماء المستقلين والمقربين جدا من مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الذي غالبا ما يكلفه بمهام رسمية، وهو يعتبر خطيبا أساسيا في مساجد الأوقاف في بيروت.
ويبدو واضحا أن “الهيئة” وبعد المواقف السياسية المتشددة التي اتخذتها منذ تأسيسها، والاتهامات التي طالت بعض مؤسسيها في المرحلة الماضية، خصوصا لجهة مساعدة بعض المتشددين المطلوبين للعدالة على خلفية أمنية في الشمال والبقاع، باتت تحتاج الى كسر الصورة النمطية المأخوذة عنها، من خلال العمل تحت عباءة المؤسسة الدينية الرسمية في لبنان.
وعلمت “السفير” أن انطلاق عهد الشيخ الذهبي في “هيئة العلماء المسلمين”، سيكون عبر لقاء يعقد الأربعاء المقبل مع المفتي دريان في دار الفتوى، في اشارة واضحة الى طي مرحلة الخلافات التي نشبت بين “الهيئة” ودار الفتوى وبلغت ذروتها في انتخابات المجلس الشرعي الأخيرة، وبالتالي فتح صفحة جديدة بين الجانبين.
كما جاءت الانتخابات لتعطي دورا كبيرا للعلماء المستقلين والمقربين من دار الفتوى، بعدما كانت رئاسة “الهيئة” منذ نشأتها حصرا بالمشايخ السلفيين أو المنتمين لحركات وهيئات إسلامية، علما أن “الهيئة” تضم أطيافا إسلامية متنوعة ومختلفة الاتجاهات والولاءات، لكنها “تتوافق على ثوابت دعم الثورة السورية ونصرة الشعب السوري، ورفع الظلم عن كل المظلومين في كل مكان” على حد تعبير أحد علماء “الهيئة” الجديدة.
ويؤكد رئيس “الهيئة” الشيخ أبو بكر الذهبي الى أن مرحلة الاتهامات الماضية باتت وراءنا، وقد سقط من أطلقها، وقد بات لـ “الهيئة” موقعها في المجتمع اللبناني وعلى المستوى الوطني والكل يحترم رأيها، خصوصا بعدما أثبتت جدارتها في بعض المهام التي كلفت بها، وهي اليوم لن تعمل على المستوى الفردي، بل سيكون هناك تنسيق تام مع مفتي الجمهورية خصوصا أننا بتنا أقرب إليه، وسنعمل وإياه على جمع الكلمة ووحدة الصف الاسلامي السني في لبنان.
ويقول الذهبي لـ “السفير”: نحن في “هيئة العلماء” مواقفنا واضحة ولا لبس فيها، خصوصا في ما يتعلق بقضايا العنف والارهاب التي نرفضها جملة وتفصيلا، ونؤكد أن الاسلام بريء منها، لكننا في الوقت نفسه ندعم الشعب السوري المظلوم، ونرفض أعمال القتل والظلم التي تمارس بحقه من أي جهة أتت، وندعو العالم أجمع الى مساندته ونصرته في وجه الظالمين.
ويضيف الذهبي: هناك تحديان يواجهان “الهيئة” في المرحلة المقبلة هما الارهاب والتطرف وتشويه صورة الاسلام، والانحلال الأخلاقي الذي يرخي بثقله على المجتمع اللبناني، لذلك نحن لدينا خطة عمل على صعيد إعادة جوجلة او هيكلة المكاتب التنفيذية في المناطق، وعقد الاجتماعات الدورية لوضع تصور مشترك وخطة مستقبلية لتطوير عمل “الهيئة” وتوسيع رقعة علاقاتها لبنانيا وعربيا واسلاميا، وهذه الخطة ستظهر بنودها تباعا.
وعن العلاقة مع “حزب الله”، يؤكد الذهبي أن للهيئة تواصلا وعلاقات متينة مع قيادات عدة في الطائفة الشيعية والتي تحافظ على القيم وعلى الثوابت الوطنية، “لكنها لا تستطيع اليوم أن تتحاور أو تتعاون مع من يوغل يوما بعد يوم في قتل الشعب السوري، لا بل نحن نطالب “حزب الله” بالتوقف عن كل ذلك، والخروج من سوريا، والعودة الى لبنان”، معتبرا “أن بوابة الحوار مع “حزب الله” تتمثل بخروجه من سوريا.