بالرغم من تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري على الالتزام باتفاق الطائف ورفض أي توجه نحو مؤتمر تأسيسي، إلا أن قراءة قوى «14 آذار» لا زالت تشكك بنوايا “حزب الله” الحقيقية، في ما يتعلق برؤيته إلى مستقبل النظام السياسي في لبنان.
واعتبرت أوساط قيادية في هذا الفريق، أن ما يفكر به «حزب الله» يختلف عما يفكر به اللبنانيون، وبالتالي فإن كلام الرئيس بري لا يلزم «حزب الله» بشيء ولا يعبر عن مواقف الحزب الذي لطالما وضع مصلحته فوق أي مصلحة أخرى، وما يجري على صعيد الاستحقاق الرئاسي، لدليل واضح على نوايا الحزب المبيتة تجاه مستقبل لبنان، مؤكدة لـ”السياسة” أن المؤتمر التأسيسي لا يزال حاضراً لدى “حزب الله” وهو لم يسحبه من التداول، لا بل إنه يتحين الظروف لفرضه على اللبنانيين، وما تعطيل الاستحقاق الرئاسي إلا الممر الذي يمكن أن يلجأ إليه لتحقيق هذا الهدف.
وتساءلت إذا كان “حزب الله” فعلاً يريد انتخاب النائب ميشال عون، فلماذا لا يحضر إلى مجلس النواب ويقرن القول بالفعل؟، مشيرة إلى أنه لا يريد لا عون ولا سواه، إنما يريد إبقاء الشغور أطول فترة ممكنة لكي تسهل الأمور أمامه لفرض مؤتمره التأسيسي الذي يقود فعلاً إلى تحقيق المثالثة، رغم كل ما يدعيه خلاف ذلك.