ربطت مصادر سياسية بين تكبير مناخ التصريحات التي تدعو لعدم ممانعة انتخاب النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، والنقاشات الدائرة لهذا الموضوع لدى بعض الكتل، والأزمة البنيوية الحاصلة داخل “التيار الوطني الحر”، في ضوء الإجراءات التأديبية التي أقدم عليها رئيس التيار الوزير جبران باسيل، وقضت بفصل مجموعة من الكوادر والناشطين والأعضاء، في مقدمهم الناشط زياد عبس على خلفية الانتخابات البلدية الأخيرة، الذي قضى قرار باسيل بتعليق عضويته في التيار مُـدّة أربعة أشهر، إلى جانب كل من جان كلود غصن وجورج طشادجيان، بالإضافة إلى إقالة هيئة التيار في بيروت.
وفيما قرّر إبن شقيق النائب عون نعيم عون تناول هذا الملف عبر إطلالة تلفزيونية قريبة جداً، انطلاقاً من عدم السكوت عمّا يحصل، وكبداية لسلسلة إطلالات إعلامية لكل من عبس ورفيقيه، كشفت مصادر مطلعة على الأوضاع الداخلية للتيار لصحيفة “اللواء” أن الاجراء بحق عبس ومجموعته له علاقة بقطع الطريق على هؤلاء من تبنّي ترشيحه في الانتخابات النيابية المقبلة.
ويأتي هذا التطوّر في وقت أعلن فيه العميد شامل روكز في لقاء نظّم في جبيل أنه لا يمانع من ترشيحه لرئاسة الجمهورية، لكن القرار في هذا الموضوع يبقى للعماد عون الذي هو المرشح لرئاسة الجمهورية اليوم.
ولم يستبعد روكز أن تكون هناك تباينات وخلافات داخل التيار لكنه قال أنه بعيد عنها، وهو ليس معنياً بهذا الموضوع.
وفي السياق نفسه، علّق رئيس “التيار المستقل” نائب رئيس التيار السابق اللواء عصام أبو جمرة على فصل عبس بالقول لـ”اللواء”: “ليس جديداً على العماد اتخاذ قرارات تخالف المبادئ التي تأسّس عليها التيار”، مضيفاً: “لقد حاربت انحرافه لهذا “Ego” (الأنا) ليتقيّد بالنظام، ونحن في فرنسا وكذلك بعد العودة”.
وقال أبو جمرة: “كان همّه إزالة أي عقبة من أمام جبران وهذا ما حصل، حيث أدّى تعيينه رئيساً للتيار خلافاً للنظام، إلى انقسام أطاح بكل من نعيم عون وزياد عبس وكمال اليازجي وأنطوان حرب ولوسيان عون وناجي أمهز، وإبعاد العميد شامل روكز”.