IMLebanon

حظوظ عون الرئاسية: قراءتان.. وتوقعان

michel-aoun-new

 

كتبت صحيفة “الأنباء” الكويتية:

إذا كانت عودة الرئاسة إلى صدارة الأولويات، بدل أولوية الاتفاق على قانون الانتخاب، هي التي تتحكم في المداولات المقبلة، فإن أوساطا مراقبة تسجل اختلافا في قراءة المؤشرات والظروف، وتحديدا لجهة إمكانية أو عدم إمكانية انتخاب العماد ميشال عون:

1- هناك من يبدي تفاؤلا بتقدم حظوظ عون مشيرا الى تلقيه إشارات أميركية بنية واشنطن بذل جهود إقليمية تقنع بعض الدول بخياره، استنادا إلى أن واشنطن ترى إنهاء الشغور الرئاسي بأي ثمن وبأي رئيس لوقف احتمالات تراجع الاقتصاد والاستقرار اللبناني.

ويقول مؤيدو خيار عون إنه يجلب الحد الأدنى المطلوب من الاستقرار وإن حجة المسعى الخارجي هي أنه يلتزم اتفاق الطائف ويرغب في التعاون مع الرئيس سعد الحريري الحريري في رئاسة الحكومة لأنه صاحب الأرجحية السنية والخط المعتدل في مواجهة التطرف.

كما يقول هؤلاء إن عون يساعد في فصل إدارة الوضع اللبناني بمعزل عن الأزمة السورية نظرا إلى دالته على حزب الله الحليف له، مقابل طمأنته إلى عدم اتخاذه خيارات معاكسة له وهو منخرط في الحرب في سورية، وذلك للتخفيف من آثار هذه الحرب على لبنان.

كما يقرأ بعض المحيطين بعون ما سمعوه من وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت انه سيسعى إلى فصل الحل في لبنان عن الأزمة السورية على أنه جهد لإقناع القوى الإقليمية المتحفظة على عون باعتباره حليفا لخصم لها يقاتل في سورية، بأن تحالفه مع حزب الله لا يعني معاداته لها مثلما يفعل الحزب.

ويذهبون إلى أن يرجحوا أن عون في حال انتخابه رئيسا يتمنى أن تكون زيارته العربية الأولى إلى المملكة العربية السعودية، وأن علاقته بالنظام السوري مرتبطة بالحل السياسي في سورية والمعادلة التي ستنجم عن الانتخابات في سورية لاحقا.

2- هناك من يتحفظ على خيار عون مستبعدا تقدم حظوظه التطورات الإقليمية بالقول ان الإلحاح الأميركي على انتخاب أي رئيس يعني اختيار شخصية ثالثة وسطية بينه وبين سليمان فرنجية.

كما يفهم الفريق المعارض لانتخاب عون كلام ايرولت عن عزل الحل في الرئاسة اللبنانية عن الأزمة السورية، أن تقتنع إيران بالإقلاع عن الربط بين الإفراج عن الرئاسة في لبنان، كورقة بيدها بضمانات تؤدي إلى تثبيت بشار الأسد في سورية.

وعليه فإن هذا الفريق يعتبر أنه يصعب إقناع جهات إقليمية بالعماد عون، طالما هو حليف لحزب الله وإيران في لبنان وفي سورية، وبالتالي لن تقبل بمجيء رئيس سيضطر نتيجة هذا التحالف إلى مراعاة النفوذ الإيراني في لبنان، في ظل الهجوم الإيراني المتصاعد على دول الخليج والسعودية وفي سائر الميادين العربية، ومنها سورية، والتي تعتبر طهران أن لبنان إحدى منصات هذا الهجوم.