IMLebanon

خلايا داعشية في مناطق حساسة لتفجير لبنان

camp-ain-el-helwe

كتبت صحيفة “الديار”: هل خلية الاوزاعي الوحيدة التي زرعها تنظيم الدولة الاسلامية في نقاط محورية وحساسة لتقطيع اوصال بعض المناطق، وفي اوقات متزامنة، لتستتبع ذلك تفجيرات داخلية بعضها مبرمج وبعضها عشوائي، لنشر الفوضى الامنية والمذهبية في لبنان؟

مطران بارز يقول لـ”الديار” ان الاوروبيين، وبينهم الفرنسيون بطبيعة الحال، يحاولون، بقليل من المال، وبالكثير من المواقف التلفزيونية، ان يغسلوا ايديهم من الكارثة التي يمثلها النازحون الذين لا مجال لعودتهم الى بلادهم لأن كل المؤشرات تدل على ان سوريا ربما تكون مقبلة على جراحات ديموغرافية وجغرافية اشد خطورة بكثير من تلك التي حدثت حتى الآن.

المطران يلاحظ انه حتى الفاتيكان “الذي ندرك مدى حساسيته حيال هذه المشكلة الانسانية” لا يرفع صوته ويقول ان المشكلة لا يمكن ان تكون عنصرية او ان تكون طائفية، ولكن ثمة دولة، وتدعى لبنان، تختنق وربما تكون مهددة بزلزال من نوع اخر، فالدولة اللبنانية عاجزة عن ادارة 4 ملايين لبناني، كيف لها ان تتولى ادارة مليوني سوري وفلسطيني اضافيين؟

والمطران يضيف ان الكتلة النازحة لا يمكن ان تكون معزولة عن الخارطة السياسية، والخارطة المذهبية، وحتى الخارطة الايديولوجية في سوريا. والدليل ان الاجهزة الامنية توقف يوميا نازحين متورطين في الارتباط بـ “داعش” او بـ “النصرة” او بفصائل اخرى لا تقل عنها خطورة من حيث التطرف والاتجاهات الايديولوجية المتشددة.

جهات سياسية تلاحظ ان المراجع اللبنانية تعتمد اسلوب النعامة، وهو الاسلوب الذي طالما فجّر الاوضاع في لبنان ويهدد بتفجيرها مرات ومرات، لتلاحظ ان بين المراجع من يتجنب الحديث عن المخاطر كيلا يتهم بالطائفية، ومن يخفف من حدة الاحتمالات حتى لا يزعج جهات اقليمية تراهن على دور بالغ الاهمية للنازحين في الصراع المقبل حول الخارطة السياسية، الخارطة المستقبلية للبنان.

وبالطبع هناك مراجع اعتادت التعاطي مع الازمات برؤوس اصابعها، ودون ان تكون هناك رؤية استراتيجية لواقع النزوح، وكيفية معالجته، وخصوصا ان قيادات “داعش” “والنصرة” هي من الذكاء والدهاء بحيث تستثير التفاعلات النفسية وحتى المذهبية لاستقطاب الشبان وتوظيفهم في خدمتها.

وتقول الجهات اياها ان المشكلة باتت امنية بما تعنيه الكلمة، وبعدما تبين ان قيادات “داعش” هي من الحيوية بحيث تشكل خطرا حقيقياً على لبنان.

صناعة (وزراعة) الخلايا لم تتوقف. خطة “داعش” هي تفجير لبنان ليتسنى لها الاختراق، وبالتالي اقامة ولاية لبنان، والاطلالة المنتظرة على البحر الابيض المتوسط، وبالتالي تحويل لبنان الى صومال آخر ولكن على تخوم اوروبا.

والجهات المذكورة تقول ان احداً لا يشكك البتة في ان النازحين السوريين هم ضحايا اعصار يضرب المنطقة، ودون ان يدري احد متى ينتهي هذا الاعصار وما هي مخلفاته، لكن المشكلة في لبنان مزدوجة. الطبقة السياسية بائسة في لبنان، لا كهرباء ولا ماء، ولا طرقات، فيما الرقابة على الاسواق فولكلورية، والفساد يضرب كل مفاصل الدولة.

هذا يعني ان لبنان لا بد ان ينوء تحت ذلك العبء الثقيل. مليونا نازح على مساحة 10آلاف كيلومتر مربع، وفي ظل وضع مالي واقتصادي يترنح، وهذا ما تظهره تقارير البنك الدولي، وتقارير صندوق النقد الدولي، اضافة الى تقارير مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية.

في هذه الحال، لبنان مهدد بالانهيار الاقتصادي وربما المالي اذا ما بقيت العشوائية، والتصدعات السياسية تعصف بالبلاد.

الى ذلك، هناك عواصم خارجية ترى في النازحين احتياطياً بشرياً، وحتى طائفياً، يمكن توظيفه في الوقت المناسب لدى اعادة تشكيل البنية السياسية والدستورية في لبنان.

تفكيك الخلايا قائم على قدم وساق. هذا يبين ان السلسلة لن تتوقف عند حدود ما دام هناك الفائض المالي، والفائض الايديولوجي، ناهيك بفائض اليأس.

هذا لا يحجب الحديث عن “الاهوال” داخل مخيم عين الحلوة، وربما داخل مخيمات اخرى بعدما اشارت الاستقصاءات والتحقيقات الى ان انتحاريي القاع كان يفترض ان يتوجهوا الى احد المخيمات الفلسطينية، ومن هناك يتم تأمين الدراجات النارية لهم لتنفيذ عمليات انتحارية متزامنة في ضاحية بيروت الجنوبية.

قد يكون حدث خلل لوجيستي جعل الثمانية يفجرون انفسهم بتلك الطريقة “شبه المجانية”، لتبقى العيون على المخيمات كما لو ان اللاجئين بحاجة الى كميات اضافية من البؤس، ولا يكفيهم ما حصل لهم في نهر البارد وفي اليرموك حيث فصائل معينة ومعروفة هي التي فتحت الباب امام مقاتلي “داعش” و”النصرة” ليتحول المخيم الى خراب..

عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية في حركة “فتح” والمكلف ملف فلسطينيي لبنان، جاء كما العادة لاجراء بعض الجراحات التجميلية وبأصابع مخملية، هل يعلم ان “فتح” اصبحت اكثر من “فتح” وان الصراع بين قادتها الذين سقطوا بمرور الزمن او سقطوا بمرور القضية، هو في ذروته، مع حصول اختراقات مثيرة داخل الحركة من قبل مجموعات او تنظيمات متطرفة.

واذا كان دور “حماس” معروفاً في اليرموك وغير اليرموك، فان المشكلة في “فتح” وفي مدى صدقية قياداتها والسيطرة على الوضع التي يدعيها ا للواء منير المقدح، فيما زملاء له في قيادة الحركة يؤكدون ان اكثر من نصفه مع الجماعات الاسلامية والباقي مع “فتح”.

ماذا يستطيع أن يفعل عزام الاحمد الذي يعلم ان لدى المسؤولين اللبنانيين الكثير مما يقولونه، ودون ان يأخذوا بتطمينات صبحي ابو عرب او فتحي ابو العردات. لديهم الكثير من المعلومات حول تجنيد عشرات الشبان لمصلحة “داعش”، والكثيرون منهم توجهوا الى الداخل السوري، وبعضهم ينتمي الى عائلات معروفة، تاريخياً، بأنها “فتحاوية”.

ومعلومات كثيرة عن نشاطات “ابو بكر الشيشاني” العلني، ومعه هلال ابو هلال، في اجتذاب الفتيان والتوسع داخل المخيم، وبعدما وعد قادة الفصائل بتطويق نشاطات بلال بدر الذي يتنقل عناصره المدججون، وبصورة خاصة ليلاً، في بعض ارجاء المخيم المحسوبة او المقتطعة لفصائل محددة.