شكر وزير الصحة وائل أبو فاعور خلال رعايته حفل إطلاق “العيادة الطبية النقالة في قضاءي البقاع الغربي وراشيا بدعوة من وزارة الصحة العامة منظمة فرسان مالطا على هذه الرسولية الخالصة، والنزاهة عن السياسة والسياسيين على هذا المسعى الانساني الذي ربما ينجح يوما من الايام في ان يعيد السياسة الى منبتها الاصيل في خدمة المواطن، لان السياسة فقدت الكثير من معانيها الانسانية الصادقة التي قامت عليها تاريخيا. وشكرا على هذا المشروع الذي بدأ في الجنوب وانتقل الى وادي خالد واليوم وصل الى البقاع، وقيمة المشروع الاساسية انه يخدم النازحين السوريين ويخدم اللبنانيين”، معتبرا ان “المريض مريض والانسان انسان ان كان سوريا او لبنانيا او فلسطينيا، والمريض يحتاج الى من يأخذ بيده ويساعده، وقيمة هذا المشروع انه يذهب الى الناس ولا ينتظر ان يأتوا اليه، وهو ليس مجرد مستوصف نقال، بل فيه مستوصف وتشخيص ودواء وتصوير ونظام احالة على المستشفيات، وهناك برنامج لهذا المستشفى النقال الذي يمر في القرى والتجمعات السكانية.
واعرب عن امله ان “نلتقي قريبا في افتتاح مكتب اللجنة الصحية في سرايا جب جنين والذي انشىء من ضمن عدد كبير من اللجان الصحية التي انشئت في المناطق، والتي تتجاوز ال 25 مركزا للتسهيل على ابناء المناطق عناء الذهاب الى مراكز المحافظات”.
وقال: “كان لنا جولة على بحيرة القرعون ومجرى نهر الليطاني، فرأينا ما رأينا من وضع مزر لا يمكن ان يستمر، واذا كنا في الدولة اللبنانية ننتظر ان يأتينا الغيث من المجتمع الدولي، فنحن عبثا ننتظر، هذه النفايات والافات الموجودة في نهر الليطاني لم تنزل من السماء، بل رميت من نفايات المصانع والمستشفيات والمواطنين، فاذا لم نبادر نحن ابناء هذه المنطقة الى تنظيف مجرى النهر، فلن ينظفه احد”، مشيرا الى ان “تقديرات وزير البيئة اننا بحاجة الى 800 مليون دولار”، وتساءل: “على خاطر من نحن اليوم ليقدموا لنا هذا المبلغ لمعالجة مجرى النهر؟”.
اضاف: “لبنان يحمل عبء النزوح السوري اكثر من كل دول العالم مجتمعة، قياسا بعدد سكانه. ولا اقول هذا الكلام لا من منطق التبرم ولا التذمر بل من باب الحقيقة الواقعة، حيث طلب مليارين ونصف مليار دولار، وحتى اللحظة لم نصل الى المليار دولار في ازمة النازحين، والتي تعد ازمة عالمية تكاد تخلخل اسس السلم العالمي”.
وتابع: “رأيتم ماذا حصل في نيس وباريس واميركا وغيرها، فمصير العالم بات مرتبطا بموضوع النازحين السوريين”.
واكد ابو فاعور انه “اتصل برئيس الحكومة تمام سلام وهو صاحب الحرص والمصداقية الذي وعد بانه سوف يدعو هذا الاسبوع الى جلسة للوزارات المعنية” الصحة والزراعة والطاقة والداخلية والبلديات والصناعة والاشغال والبيئة ومجلس الانماء والاعمار ومصلحة مياه الليطاني، لعقد اجتماع وانا ادعو الى خطة وطنية عاجلة بايد وطنية لتنظيف مجرى نهر الليطاني، فالوضع مزر والمخاطر وان كانت على كل لبنان فهي بالدرجة الاولى علينا في هذه المنطقة، لاننا نأكل المزروعات قبل غيرنا”.
ولفت الى أن “هناك نسبة سرطان مرتفعة جدا، وفي لبنان اعلى نسبة في الدول العربية 205 حالات من كل عشرة آلاف مواطن، هذا في اخر احصاء في العام 2005. وفي احد انواع السرطان لبنان ثاني دولة بالعالم. وهذا نتيجة الغذاء ونمطه، لذلك آمل ان يعقد هذا الاجتماع وهذا يحتاج الى جهد من البلديات والاتحادات البلدية والقائمقامين والسلطات المحلية والمخاتير، فاذا لم نقم نحن بتنظيف المجرى، فلن يبادر احد الى تنظيفه وعلينا ان نستفيد خلال فترة الصيف لتنظيفه ومنع التعديات لازالة الاضرار وتخفيف المخاطر على صحتنا وصحة كل اللبنانيين”.
وفي موضوع النزوح السوري قال أبو فاعور: “يبدو ان تصريحات السياسيين قليلة، لان الجميع حتى اللحظة يعيش تحت وقع الصدمة، وكعادتنا انقسم اللبنانيون، فريق مع الرئيس اردوغان وفريق ضده، موضوع النزوح السوري يشكل عبئا كبيرا على لبنان الذي تحمل اكثر من قدرته في هذا الامر، ولكن في الوقت عينه مسألة النزوح السوري لا تقارب بعقول حامية ولا بردات فعل، ولا بحلول منفردة ولا بطروحات فئوية، بل تقارب بمنطق بارد وعاقل وحكيم ووطني جامع، ويجب ان لا يكون رد الفعل على ما حصل في القاع من تفجيرات ارهابية او غيرها، بأن تتصرف كل بلدية على عاتقها، الا اذا كان المطلوب استعداء النازح السوري البريء وخلق فتنة لبنانية سورية”،، مؤكدا ان “على الدولة اللبنانية ان تقر سياسة وطنية جامعة ولا تنتظر المبادرات المحلية وما قد تحمله احيانا من شطط او ردود فعل مبالغ فيها”. واعتبر ان “الموضوع لم يعد موضوعا طائفيا تقاربه كل طائفة على طريقتها، ولا فئويا تقاربه كل فئة على طريقتها، ولا محليا تقاربه كل بلدية عبر اقرار الإجراءات التي تراها مناسبة. بل هذه سياسة وطنية يجب ان تصوغها الحكومة اللبنانية ويتم تطبيقها، والزام الكل بها من قبل الادارات اللبنانية ومن قبل البلديات والسلطات، الا اذا كان المطلوب تفجير الوضع اللبناني السوري، واخذنا الى ما لا تحمد عقباه”.
وختم: “نحن نرى كيف تتلاطم الامواج وتشتعل النيران من كل ما حولنا، حتى الدول التي ترى انها بمنأى عن كل العواصف والانقسامات والصراعات، بلحظة نكون في مكان ونصبح في مكان اخر والامور مفتوحة على غاربها”.
ثم اطلق ابو فاعور والحضور العيادة النقالة واطلعوا على محتواها.