IMLebanon

كسروان: معركة “الصراعات المجانية”

 

fpm-protest-in-beirut

 

 

كتبت كلير شكر في صحيفة “السفير”:

مع اقفال باب الترشّح للانتخابات التمهيدية في «التيار الوطني الحر» والتي سيصار على أساسها إلى اختيار سلّة مرشحين مؤهلين لخوض الاختبارَيْن الثاني والثالث، وهما عبارة عن استطلاعَي رأي، صار الحراك الانتخابي على الساحة البرتقالية، أكثر فعالية.

طبعاً، الأنظار موجّهة الى أقضية جبل لبنان، خزّان «التيار» ومصنع نوابه. هنا، يمكن للترف الجماهيري الذي يتمتع به التنظيم أن يساعد الطامحين ومن نجح في مراكمة حيثية حزبية له على فرض أنفسهم كمشاريع نواب محتملين، اذا ما توافقت حسابات هؤلاء مع حسابات رئيس الحزب جبران باسيل.

وفق النظام الداخلي للحزب والصلاحيات المعطاة لرئيسه، لا صوت يعلو فوق صوته. ويمكنه في اللحظة الأخيرة، أن يرمي كل نتائج الآلية التي سطّرها بنفسه لاختيار المرشحين الحزبيين في سلة المهملات، ويشكّل لوائح الحزب وفق اعتباراته وحده، بحجة الحاجة مثلاً الى «أصدقاء» من خارج «التيار»، أو بحجة التفاهمات والتحالفات السياسية والمناطقية.

هكذا مثلاً، يقول أكثر من مرشح كسرواني إنّ كل الركض الذي يركضه هو ورفاقه لعبور معمودية الاستحقاق التمهيدي، لا قيمة لها، لأنّ الجميع من دون استثناء يخشى لحظة الحقيقة… التي قد تكون مرّة.

الحسبة بسيطة جداً. في العام 2009 كانت تقديرات القيادة أنّ «التيار الوطني الحر» قادر على حشد 44 % من المقترعين الكسروانيين، فكان على المرشحين الأربعة، غير الجنرال ميشال عون تأمين الـ7 % للفوز. وبالفعل لم يسعف حضور «التيار» الكسرواني في ضمّ أي حزبي الى اللائحة غير «الجنرال»، على اعتبار أنّ جيلبيرت زوين (الوحيدة بين النواب الأربعة التي تحمل بطاقة حزبية)، محسوبة في حضورها، على عائلة زوين وليس على «التيار».

وبالتالي، إذا افترضنا أنّ الحزب لا يزال بكامل لياقته التمثيلية في كسروان، وهذه معادلة لا تنسجم ونتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، وفق بعض المعنيين في «التيار»، فإنّ الحزب لن يستطيع أن يفتح كيس هداياه النيابية للحزبيين، أكثر مما فعل في الاستحقاق الماضي. وعليه قد يُخصص «التيار» بمقعد واحد لشامل روكز حصرا، مع احتمال أيضاً أن تطالب «القوات» بمقعد واحد لها اذا ما صمد تفاهم معراب.

وإذا ما كانت القيادة العونية كريمة، فإنّ المقعد الثاني قد يكون من نصيب روجيه عازار، كما يقول بعض العونيين، مع أنّ الرجل لن يخوض الاختبار الأول لكونه لا يتمتع بالشروط المنصوص عليها في التعميم الأول، ولكن يُقال إنه طلب منه الاستعداد للمشاركة في جولة استطلاع الرأي، خلافاً للنظام الداخلي للحزب!

يردد مرشحون كسروانيون هذا السيناريو، ويزيدون عليه أنّ عدم وجود «سوبر مرشح» حزبي قادر على «التحليق» بأصواته حين تفتح صناديق الاقتراع، يعزز فرضية «المعارك المجانية» التي سيخوضها المرشحون في 31 تموز المقبل. ومع ذلك، بلغت لائحة الطامحين الكسروانيين للمشاركة في السباق عشرة أسماء.

غير أن المطلعين يعرفون أنّ الترشيحات الجدية التي بمقدورها خوض معركة جدية، لا يتعدى عددها عدد أصابع اليد الواحدة، أبرزها مثلاً توفيق سلوم (قبل خمس دقائق من اقفال باب الترشح)، طوني عطا الله، نعمان مراد (عضو المجلس السياسي)، فادي بركات (رئيس المحكمة الحزبية)، العميد المتقاعد ميشال عواد، جوزيف بارود… وينتظرون موافقة لجنة درس الترشيحات.

إلا أنّ هذه الرزمة لا تعني أبداً أنّ بانتظار كسروان معركة اصطفاف بنكهة السلطة ـ المعارضة. القضاء الأكبر لناحية عدد البطاقات الحزبية (نحو ألفيّ بطاقة)، قد يواجه معضلة تخمة الترشيحات التي ستأكل من هيبة المعركة وتشتت «البلوكات». وقد تعطي القيادة الحجة على طبق من فضة لاستبعاد كل الحزبيين عن «اللائحة الذهبية»، تحت عنوان الخلافات الداخلية.

جغرافياً، تعتبر جونيه هي أكبر البلوكات الانتخابية في «معقل الموارنة»، تليها زوق مكايل، غزير، فاريا، حراجل، كفرذبيان، جعيتا، غوسطا، صفرا، طبرجا.