IMLebanon

“عين الحلوة” في عين التوتير الأمني

ein-el-helwe-camp

اعتبرت أوساط فلسطينية ان جريمة اغتيال الفلسطيني علي عوض الملقب بـ “البحثي” في مخيم عين الحلوة محاولة جديدة لتأجيج فتيل الاقتتال الفلسطيني الداخلي بعد فشل إيقاع الفتنة مع الجوار اللبناني عبر بث سلسلة من الإشاعات والهواجس بالتحضير لعمل أمني ينطلق من عين الحلوة ويستهدف العمق اللبناني، جاءت لتحجب الاهتمام عن الزيارات التي يقوم بها مسؤولون فلسطينيون لبيروت وبينهم المشرف على الساحة اللبنانية عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” موسى ابو مرزوق، وكأن هذه الجريمة محاولة لإفشال مساعيهم في تحصين أمن المخيمات وحماية العلاقات المشتركة وتعزيز التعاون الفلسطيني – اللبناني.

وأبلغ قائد القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح الى صحيفة “الراي” الكويتية انه “جرى تشكيل لجنة تحقيق في جريمة اغتيال (البحثي)، وباشرت مهماتها فوراً وعقدت اجتماعاً واطلعت على بعض كاميرات المراقبة لتحديد هوية الجاني”، موضحاً “ان التحقيقات الاولية اظهرت ان شخصاً يستقل دراجة نارية أطلق النار على (البحثي) من مسدس مزود بكاتم للصوت اثناء وجوده داخل محله لبيع القهوة”، مشيراً الى ان القوة الامنية المشتركة سارعت الى المكان وانتشرت لتطويق اي ردة فعل سلبية.

واعقب جريمة الاغتيال حالة من التوتر، بعد قيام ذوي وأقارب “البحثي” بإقفال الشارع التحتاني للمخيم من الجهتين الجنوبية والشمالية وسط إطلاق نار في الهواء غضباً واحتجاجاً، قبل ان تسارع عائلة “البحثي” الى إصدار بيان توضيحي استنكرت فيه “جريمة الاغتيال التي جرت في وضح النهار وفي منتصف الشارع العام، وفي منطقة أمنية خاضعة لمراقبة عدة تنظيمات، وفيها عشرات الكاميرات”، قائلة “حرصاً منا على أمن المخيم وأهله ارتضينا المهلة التي طرحتها قيادة القوة الأمنية المشتركة لكشف اسم القاتل”، مشددة في الوقت نفسه على ان “الحرص على أمن المخيم لا يعني رضانا بالتفريط بدم ابننا”.

وبعد انقضاء المهلة، تجدد اطلاق النار في المخيم ما ادى الى إصابة الفلسطيني خليل اصلان في سوق الخضار، وسط إقفال التجار محالهم خوفاً من أي تطور مفاجئ.

ومواكبةً للتطور الميداني، جرت اتصالات سياسية فلسطينية داخلية، وفلسطينية – لبنانية من اجل تطويق ذيول الحادث ومنع تفاعله. وقد أجرت النائبة بهية الحريري اتصالات شملت امين سر حركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات وعدداً من اعضاء اللجنة الامنية العليا من اجل العمل على تهدئة الوضع ومعالجة تداعيات الجريمة، معربة عن استنكارها لما جرى.

في موازاة ذلك، كان اللافت في لقاءات عزام الأحمد في بيروت، الاجتماع الذي عقده في سفارة دولة فلسطين مع وفد قيادي من “حركة أنصار الله” الفلسطينية برئاسة الامين العام جمال سليمان (المنشق عن فتح) وحضور سفير فلسطين أشرف دبور وأمين سر فصائل منظمة التحرير وابو العردات وعضو قيادة اقليم لبنان ومسؤول الضمان الصحي غسان عبد الغني، حيث أكد المجتمعون ضرورة مواجهة ما يحاك للمخيمات الفلسطينية من مؤامرة تهدف الى تصفية قضية اللاجئين وحق العودة والاغتيالات التي حصلت في المخيمات الفلسطينية وآخرها اغتيال أمين سر حركة “فتح” في مخيّم المية ومية (صيدا) العميد الفتحاوي فتحي زيدان “الزورو” (اغتيل عند نقطة “دوّار الأميركان” – صيدا في نيسان الماضي)، حيث طالب سليمان بضرورة معاودة فتح هذا الملف والتوسع في التحقيق حتى كشف الجناة.