Site icon IMLebanon

أولمبياد الريو… أو كرة الثلج التي قد تطيح بروسيا

 

أولمبياد الريو… أو كرة الثلج التي قد تطيح بروسيا

وتعيد الحرب الباردة بينها وبين الولايات المتّحدة الأميركيّة 

تقرير خالد مجاعص

ماذا يجري في أروقة اللجنة الأولمبيّة الدوليّة؟ هل هي حقيقة قضيّة منشّطات دخلت فيها أجهزة من الدولة الروسيّة خلال ألعاب أولمبياد سوتشي لإخفاء تبعاتها أم هناك “قطبة مخفيّة”؟

فسيناريو الأحداث المتسارعة في تلك القضيّة تطرح نقاط استفهام عدّة، انطلاقاً من تقرير ماكلارين الذي صدر يوم الإثنين، وكان بمثابة فتيل لتفجير الأجواء الرياضيّة للألعاب الأولمبيّة، ومعها مصداقيّة تلك الألعاب، وصولاً إلى تصدّع كبير في العلاقات الأميركيّة ـ الروسيّة. فقد كشف تقرير صادر عن الوكالة الدوليّة لمكافحة المنشّطات، وأشرف عليه المحامي الكنديّ ريتشارد مكلارين نشر ليل الإثنين، عن وجود قرائن على استخدام رياضيّين روس المنشّطات في شكل ممنهج وواسع النطاق وبدعم من مسؤولين في البلاد خلال أولمبياد سوتشي الشتويّ في عام 2014.

وأشار التقرير إلى تستّر السلطات الروسيّة على عيّنات إيجابيّة وتبديلها بعيّنات “نظيفة”، زاعمًا قيام نائب وزير الرياضة بحماية رياضيّين بعينهم تورّطوا في هذه الفضيحة.

وجاء الردّ صاعقاً من قمّة الهرم في روسيا، حيث اعتبر الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين في بيان صدر عنه، وجاء ردّاً على تقرير الوكالة الدوليّة لمكافحة المنشّطات (وادا)، الذي دعا إلى إيقاف روسيا عن كلّ الأحداث الرياضيّة الدوليّة بما فيها الألعاب الأولمبيّة في الريو: “اليوم، نلاحظ انتكاسة خطيرة تتمثّل في تدخّل السياسة في الرياضة. نعم، أدوات التدخّل هذه تغيّرت لكنّ جوهرها مازال كالسابق: جعل الرياضة أداة للضغط الجيوسياسيّ”.

وأضاف البيان أنّ “الأحداث الأخيرة والوضع الصعب بشأن الرياضة الدوليّة والحركة الأولمبيّة، تتشابه مع بداية الثمانينيّات من القرن الماضي”. واعتبر البيان أنّ “الحركة الأولمبيّة بعد قضيّة المنشّطات قد تكون على شفا الانقسام”. وتابع: “الاتّهامات إلى الرياضيّين الروس تستند إلى شهادة شخص واحد، وسمعته سيئة، وتمّ في عام 2012 رفع قضيّة جنائيّة في حقّه بتهمة مخالفة قانون مكافحة المنشّطات. إلّا أنّ الأدلّة التي تمّ جمعها آنذاك لم تكن كافية، وتمّ وقف القضيّة”. وأبعد من ذلك، أجرى وزير خارجيّة روسيا سيرغي لافروف اتّصالاً بنظيره الأميركيّ جون كيري لإبلاغه باستهجانه المعلومات المغلوطة والاستفزازيّة في حقّ روسيا التي سرّبتها الوكالة الدوليّة لمكافحة المنشّطات الأميركيّة إلى اللجنة الأولمبيّة الدوليّة.

وفي اجتماع عاجل للمجلس التنفيذيّ للّجنة الأولمبيّة الدوليّة في سويسرا، لم يتّفق الحضور على إيقاف فوريّ لروسيا، بحيث أوكلت المهمّة إلى لجنة مختصّة سترفع تقريراً الخميس 21 تموز 2016 الى اللجنة التنفيذيّة التي ستأخذ القرار النهائيّ، بدءاً من تاريخ الغد وبمهلة أقصاها نهاية الأسبوع، بشأن  عدم السماح لروسيا بالمشاركة في اللعاب الأولمبيّة أو إيقاف الرياضيّين والإداريّين المشكوك في تورّطهم في القضيّة… فما هو مؤكّد أنّ ما قبل الألعاب الأولمبيّة في الريو لن يكون كما بعده.