أكد مصدر مطلع من العاصمة الروسية موسكو لصحيفة لـ”الشرق الأوسط” أن “روسيا جادة تماما وبكل وضوح في موضوع تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا”، دون أن يستبعد أن تبدأ نتائج اتفاق لافروف – كيري بالظهور على أرض الواقع ميدانيا في سوريا: “خلال الأيام القادمة، وربما الساعات القادمة”، مشددًا على أنه “لا مصلحة بالمطلق لروسيا باستمرار المواجهات في سوريا، وهي مهتمة باستئناف العملية السياسية وتسعى لتعاون أفضل مع الولايات المتحدة يضمن العودة لاتفاق إطلاق النار وجعله حالة مستدامة هناك، بما يهيئ الظروف للعملية السياسية ولخطوات أخرى قد تتطلبها تلك العملية”، ليعود المصدر ويذكر بثوابت الموقف الروسي، لا سيما فيما يخص مسألتين قال إنها لن تحيد عنهما “الأولى تخص التمسك بأن يحدد السوريون أنفسهم مصير بلدهم والبنية السياسية المستقبلية للدولة، أما الثانية فهي مواصلة الحرب على الإرهاب بلا هوادة حتى استئصال الجماعات الإرهابية نهائيًا”.
ويرى مراقبون أن روسيا مهتمة بالفعل بوقف العنف في سوريا، لأسباب عدة، منها ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، ذلك أن استمرار العنف وعدم وضع آليات مشتركة بين روسيا والدول الأخرى للتصدي للإرهاب قد يثقل بنفقاته على الميزانية العسكرية الروسية، فضلا عن أن استمرار العنف يزيد من التهديدات بانتشار الفوضى العارمة في المنطقة وتوسع نشاط الإرهابيين وصولاً إلى آسيا الوسطى. من جانب آخر يشير المراقبون إلى ضعف القوات النظامية، الأمر الذي يدفع الروس أيضًا إلى العجلة في إطلاق الحل السياسي.