في فصل الصيف يلجأ الكثير من اللبنانيين، ممن توفرت لديهم الامكانيات، الى السفر للترفيه والابتعاد قليلا عن الهموم اليومية والسياسية التي اثقلت كاهلهم واتعبت نفسيتهم. لكن وفي ظل الوضع الامني المتدهور والمقلق الذي يضرب مناطق كثيرة في العالم لا سيما مؤخراً تركيا، التي تصنّف كمقصد سياحي اول للبنانيين نظراً لمناطقها السياحية الكثيرة وعدم الحاجة لتأشيرة دخول اليها، اعاد البعض حساباتهم. فماذا تقول الارقام؟ والى اين يتجه اللبنانيون هذا الصيف؟ وهل تؤثر الاوضاع الامنية على خيارات اللبنانيين ام ان من يعيش عدم الاستقرار في وطنه لن يهاب اي خضة هنا او هناك؟!
“بروفايل” المسافر!
موقع IMlebanon اجرى اتصالاته بعدد من شركات السفر للحصول على التفاصيل بالارقام والنسب، لكن معظمها اختار عدم اعطاء اي معلومات عن نسبة المسافرين والوجهة المفضلة. الا ان هذه الشركات تقول ان المسافرين اللبنانيين الذين يستفيدون من عروضاتها الترويجية اجمالاً هم من الاشخاص ذوي الدخل المحدود والذين تتراوح اعمارهم بين 21 و30 عاما وينتظرون حلول فصل الصيف لاخذ اجازة مدتها اسبوع الى اقصى حد والتوجه الى المدن السياحية القريبة لانها اقل كلفة من غيرها.
3 دول الاكثر إستقطاباً
المنافسة محتدمة بين شركات السفر على تقديم افضل عرض ممكن للمسافرين خصوصاً الى 3 دول مجاورة هي تركيا وقبرص واليونان.
الاخيرة الخارجة من ازمة اقتصادية وسياسية هي الوجهة الاساسية للمتزوجين حديثا والذين يريدون تمضية شهر العشل تحديداً في سانتوريني وميكونوس لانهما وجهتين رومانسيتين بامتياز وقد انخفضت الاسعار فيهما بشكل كبير في الاشهر الاخيرة. اما بالنسبة لقبرص، فتستقطب العديد من الشبان والشابات الذين يفضلون الحياة الليلية والسهر والرقص والسباحة والحفلات الصاخبة. فيما ان تركيا هي المكان المناسب للقيام بالنشطات السياحية والرياضية المختلفة فضلا عن السهر والحفلات الصاخبة.
ماذا عن تركيا بعد محاولة الانقلاب؟!
بعدما شهدت تركيا محاولة فاشلة للانقلاب على الحكم تراجعت نسبة الحجوزات نسبياً فضلا عن الغاء عدد لا بأس به من حجوزات السفر الى المدن السياحية، فمشهد اللبنانيين العالقين في مطار اتاتورك لمدة 48 ساعة اثر سلبا على عدد كبير من المسافرين واجبرهم على التفكير مرتين قبل التوجه الى تركيا.
الا ان بعض المسافرين لم يكترثوا للامر ولم يلغوا حجوزاتهم وبعضهم قام بتغيير موعد السفر وآخرين فضلوا السفر الى بلد آخر هذا من دون وجود ارقام دقيقة ونهائية كون ان هذه المؤشرات تتغير من يوم لآخر تبعاً للاوضاع التي يبدو انها ستعود للاستقرار هناك.
بين الالغاء والتأكيد!
رينيه خ. (27 عاما) العائدة من مرمريس التركية قالت لـIMLebanon انها استمتعت كثيرا وان الكلفة لم تكن باهظة، مشيرة الى انها امضت اجمل 7 ايام في حياتها.
لكن سينتيا (28 عاما) اشارت الى انها اضطرت الى الغاء سفرتها الى انطاليا بسبب الوضع الامني في تركيا، مشددة على انها كانت تريد السفر الى هناك “على الرغم من الاوضاع السيئة الا ان والدها وقف بوجهها فضلا عن اصدقائها الذين فضلوا الغاء الحجز”.
واللافت أن عددا من اللبنانيين سافر عمدا الى تركيا وتحديدا اسطنبول لمتابعة الاوضاع عن كثب كما يؤكد طارق (31 عاماً) الذي اشار الى انه متحمس كثيراً لما يجري هناك ويريد ان يكون “في قلب الحدث”.
فيما اكد رواد ت. (25 عاما) أنه ينتظر حلول 5 آب بفارغ الصبر ليتوجه الى أيانابا لكي يمضي 5 ايام بصحبة اصدقائه هناك، أما جاك ك. (26 عاما) فكشف انه امضى شهر عسله في ميكونوس مشددا على انها من اجمل الجزر على الاطلاق.
ماذا عن الوجهات الاخرى؟
وعن سر غياب العروضات التي تقدمها شركات السياحة والسفرالى دول اوروبا الغربية واميركا وآسيا الشرقية، أشارت هذه الشركات الى ان من يريد السفر الى اوروبا لن يلجأ في غالب الاحيان اليها انما يتوجه بنفسه الى السفارة ويقدم الطلب للحصول على التأشيرة وبعدها يقوم هو بكل الحجوزات. اما بالنسبة لاميركا وآسيا الشرقية فاوضحت الشركات ان من يريد السفر الى تلك الدول لن يكون شخصا من ذوي الدخل المحدود، فضلا عن اضطراره لاخذ فرصة سنوية طويلة مما يشكل عائقا امام شريحة كبيرة من الشبان اللبنانيين خصوصا ان كلفة السفر تكون باهظة جدا.
فهل تنغّص حرارة اوضاع تركيا صيف اللبنانيين ام ان العودة الى الاستقرار ستعيد الحجوزات الى ما كانت عليه سابقاً؟ الايام المقبلة كفيلة بالاجابة عن كل التساؤلات.