كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:
عاد الهدوء الى مخيم عين الحلوة بعد اغتيال الفلسطيني علي عوض، حيث نجحت الاتصالات في سحب المسلّحين من الشوارع، ولكنّ عائلة «البحتي» أبقت على الشارع التحتاني مقفلاً بالعوائق الحديدية.وسط انتشار الجيش اللبناني على مدخل الحسبة في صيدا، شُيّع «البحتي» في مسجد النور ودُفن في جبانة صيدا الجديدة في سيروب، في حضور قيادات من حركة «فتح» وأبناء المخيم الذين نظموا تحرّكات احتجاجية رفضاً للاغتيالات. وأصدرت عائلتا البحتي وعوض بياناً أعلنتا فيه «أنّنا نعضّ على الجراح ونتعالى عليها من اجل مخيّمنا الحبيب ونحتسب ابننا المغدور مظلوماً عند الله تعالى والقاتل يقتل ولو بعد حين».
وفي السياق، تتواصَل التحقيقات للقبض على منفّذ الجريمة خصوصاً بعد انتشار فيديو من كاميرا مراقبة يظهر وجهه وهو كان يستقلّ دراجة نارية ويعتمر قبعة. ويتأكد المحقّقون من امكانية وجود شخص أو أكثر في مكان الجريمة سهّلوا للقاتل جريمته خصوصاً أنّ الفيديو يُظهر القاتل وهو يرسل إشارة بيده لأحد الاشخاص الواقفين في الشارع بعد الاغتيال.
وتخوّفت مصادر فلسطينية في المخيم من «عودة مسلسل الاغتيالات وإصرار البعض على إبقاء أجواء التوتر، وهو ما أظهره التحقيق حتى الآن، والدليل عدم اكتراث القاتل بإخفاء وجهه وقدرته على الهروب بكلّ بساطة مستخدماً دراجة نارية». وقالت المصادر لـ»الجمهورية» إنّ «هناك عدداً من المشتبه بهم ويجب رفع الغطاء عنهم وتسليمهم إلى التحقيق لتأخذ العدالة مجراها».
من جهته، نفّذ الحراك الشعبي وقفة غضب واستنكار أمام مقر القوة الأمنية المشتركة بمشاركة عائلة المغدور واللجان الشعبية ولجان القواطع والأحياء رفضاً لعودة الاغتيالات والقتل في عين الحلوة. وألقيت كلمات باسم عائلة المغدور دعت الى تسليم القاتل وطالبت بدخول الجيش اللبناني الى المخيم.
بدوره، دعا مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، «الأخوة الفلسطينيين في مخيمات صيدا الى الحفاظ على ساحتهم وتحصينها بالوحدة والتضامن في ما بينهم قطعاً للطريق على أيّ محاولة لتفجيرها أو الاساءة للجوار اللبناني». وأكّد أنّ «أهلنا في مخيمي عين الحلوة والمية ومية حريصون على امن واستقرار المخيمات وإبعادها من كلّ المعادلة الاقليمية كما حرصهم على أمن الجوار اللبناني خصوصاً في ظلّ الظروف التي يمرّ بها لبنان والمنطقة».
وقال: «لكن في الوقت نفسه هناك وضع إنساني يجب أخذه في الاعتبار يتمثل في ما يعيشه أهلنا في المخيمات من أوضاع لا تتناسب مع كرامة الانسان وعيشه الكريم، وللأسف أحياناً يتمّ تضخيم بعض المعلومات حول المخيم ويُساء الى اهلنا فيه». وكان سوسان تواصل مع عدد من ممثلي القوى الفلسطينية والوطنية والاسلامية مطّلعاً منهم على صورة الوضع في مخيم عين الحلوة عقب اغتيال البحتي.
إلى ذلك، اشتبهت الأجهزة الأمنية بسيارة من نوع «مرسيدس» متوقفة قرب مطعم «الشيخ» المهجور عند جسر الأولي، وقد حضر خبراء من الجيش وفتشوها ليتبيّن أنها مسروقة وخالية من أيّ مواد متفجرة.
من جهة أخرى، أصدرت بلدية المية ومية قراراً نظّمت بموجبه حركة تجوّل السوريين في البلدة ومنعتهم من التجوّل من الثامنة مساءً وحتى السادسة والنصف صباحاً.
وفي السياق، أوقفت دائرة الأمن العام في النبطية وبناءً لتوجيهات المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم 17 سورياً في ساحة حبوش لدخولهم لبنان خلسة من خلال مافيات ومهرّبين لبنانيين عن طريق مجدل عنجر، وتبيّن انهم لا يحملون إقامات قانونية.
وكانت قوى الامن الداخلي اوقفت في النبطية وبنت جبيل وتبنين نحو 50 سورياً بين أمس الأول وأمس، لدخولهم لبنان خلسة عبر عمليات التهريب، والعديد منهم مخالف لنظام الإقامة.
وفي المعلومات أنّ مخابرات الجيش والامن العام وقوى الأمن الداخلي وبعدما وصلت اليهم معلومات عن عمليات تهريب سوريين وأنّ بعضهم لا يحمل نظام إقامة، أوقفوا السوريين الذين لا يحملون اجازات إقامة، على أن تُعطى لهم مدة 15 يوماً لتسوية أوضاعهم.
على صعيد آخر، تمكنت وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني بمؤازرة من مفرزة شواطئ الجنوب وبالتعاون مع نقابة الغواصين المحترفين من انتشال جثة الشاب زين منانا الذي غرق في بحر الزهراني قبالة الصرفند، وذلك بعد ساعات طويلة من عمليات البحث المضنية.
وقد نُقلت الجثة الى احدى مستشفيات المنطقة. كما تمّ العثور على جثة شاب سوري على الشاطئ الجنوبي لمدينة صور حيث نقله الصليب الأحمر الى المستشفى اللبناني – الايطالي وباشرت القوى الامنية تحقيقاتها لمعرفة هويّته وسبب الوفاة.