Site icon IMLebanon

بعد زوبعة جبشيت.. مخاوف من “دعْشنة” اجتماعية!

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية:

“زوْبعة الكترونية”. هكذا يمكن وصْف الصخب الذي أَحدثه قرار بلدية جبشيت (جنوب لبنان) وطلبت بموجبه من أصحاب محلات “التسلية والكمبيوتر” منْع الاختلاط بين الإناث والذكور، والإقفال في أوقات الصلاة لمدة نصف ساعة إضافة إلى نهار الجمعة “ابتداء من الحادية عشرة قبل الظهر حتى انتهاء الصلاة”.

وهذا القرار الذي تضمّن 4 نقاط أخرى، تتّصل بعدم إزعاج الجيران والناس او توقف الدراجات امام المحلات وعدم بيع الأقراص المرنة الإباحية وغير الأخلاقية وعدم استقبال الزبائن بعد منتصف الليل، سرعان وما تحوّل “حديث الساعة” في لبنان حيث انقسم الناس بين مؤيّد وقسم كبير معترض على ما اعتبروه “مخالفة للدستور اللبناني”، واستحضاراً لسلوكيات وصفوها بأنها “داعشية”، لتدخل السياسة على هذا العنوان المستجدّ من بوابة ربْطه بـ “حزب الله” ونفوذه في جبشيت وغالبية قرى الجنوب ومدنه، وصولاً الى ما قال أحد الناشطين إنه “سعي الى فرض الحزب نمط عيشه اينما استطاع، في امتدادٍ لمنطق “الاقتصاد الطاهر” والمال النظيف و”السياسي غير الخائن”، والآن امتدّ الأمر الى منطق المجتمع الطاهر”، ليكتب آخر “هذا لا يحصل في الرقة بل في لبنان”.

ورغم ان القرار صدر عن بلدية جبشيت في 9 تموز الجاري تحت عنوان “حرصاً على راحة أهلنا أبناء البلدة ورعايةً للجانب الشرعي والاخلاقي”، الا ان الكشف عنه بعد 11 يوماً صار “كرة ثلج” تَداخل فيها الاجتماعي بالديني والسياسي، ولا سيما بعدما جرى وضع هذا القرار في السياق نفسه لمجموعة ممارسات سادت أكثر من منطقة جنوبية في فترات سابقة واستهدفت محال بيع الكحول وقاعات الاعراس والحفلات، وصولاً الى ما شهدته بلدة عيترون في الايام الاخيرة من قرارٍ قضى اولاً بقفل المسبح الشعبي في البلدة قبل ان تعاود البلدية افتتاحه مع “فصْل جندري” اي مع منْع الاختلاط تحت ستار “تنظيم أوقات دوام المسبح” للنساء مع أطفالهنّ من الثامنة حتى الرابعة عصراً، وليلاً للرجال.

وانطلاقاً من هذا الترابط، جرى التداول بتعليق على “فايسبوك” جاء فيه: “الأمر ما عاد يحتمل المداراة والمواربة.. أصبحنا على قناعة أن الامور ليست ممارسات فردية ومحدودة.. هؤلاء كداعش.. ولتكن داعج = الدولة الإسلامية في عيترون وجبشيت”.

وعلى وقع تمدُّد حلقة الاعتراض، أطلّ رئيس بلدية جبشيت محمد جعفر فحص في سلسلة مقابلات استشهد فيها في تبرير منْع الاختلاط بوجود “جامعات في واشنطن خصص لها جورج بوش جائزة كونها قامت بفصل الذكور عن الاناث، في اميركا يعتبر الامر حضارياً ونحن نتهم بأننا دواعش”، موضحاً “ان كل ما سنقوم به تخصيص جناح للفتيات في اماكن التسلية والاكسبرس وليس منعهم من ارتيادها، ومع هذا اقول بناتنا لا يقصدن تلك الاماكن.

واذ تحدّث عن “الفساد الاخلاقي المنتشر في شكل غير طبيعي والافلام الاباحية التي باتت على الهواتف”، قال: “بما اننا مجتمع محافظ وكوننا في موقع المسؤولية وضعنا مجموعة ضوابط لمحال الانترنت وعددها ثلاثة والاكسبرس التي يصل عددها الى عشرة من دون أن نمنعها”، مضيفاً: “البيان الذي أصدره مجلسنا هو مجموعة من الضوابط الأخلاقية بعد شكاوى عديدة وصلت إلينا من أهلنا، والهدف منه هو عدم إقلاق راحة الأهالي (…) ليس لدينا إناث يسهرن ويختلطن بالشباب حتى منتصف الليل. وذكر ذلك في الضوابط هو خطوة إلى المستقبل، للحفاظ على قيم مجتمعنا”.

وعن الدعوة الى الإقفال في مواقيت الصلاة؟ قال: “لن نفرض على أحد الإقفال بالقوة. كل ما في الأمر أننا ذكّرنا بقيمنا الأخلاقية. وهذا احترام لشعائرنا الدينية، ولسنا مجتمعاً علمانياً”.