كتب عبد الكافي الصمد في صحيفة “الأخبار”:
طويت صفحة نبيل سكاف، أحد أبرز اللبنانيين المنتمين إلى تنظيم داعش. بائع السكاكر المتجوّل المشهور بـ”أبو مصعب المنية” انتهى قتيلاً في صفوف أكثر التنظيمات تشدداً. منذ يومين، تبلغت عائلته، في اتصال هاتفي تلقته من الداخل السوري، نبأ مقتل ابنها أثناء قتاله في صفوف التنظيم في مدينة منبج في الريف الشمالي لمدينة حلب.
وقد نعته مواقع إخبارية تدور في فلك التنظيم، مشيرة إلى أن سكاف قضى خلال المواجهة مع “قوات سورية الديمقراطية”، المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية والغرب، فيما تداولت مواقع أُخرى أنّ سكاف قُتل في غارة أميركية على مواقع التنظيم في المدينة.
فور ورود نبأ مقتل سكاف إلى منزل عائلته في بحنين ــ المنية، انقسمت العائلة، بشأن إقامة عزاء للقتيل في البلدة، بين مؤيدٍ ورافض، لا سيما أن والد القتيل عسكري متقاعد. ورغم تحفّظ البعض على تقبّل التعازي به بسبب أدائه وتوجهه الفكري والديني المتطرف، دعا آخرون إلى إقامة عزاء له من باب الواجب الديني والأخلاقي والعائلي.
قبل التحاق سكاف بالجبهة للقتال في أكثر التنظيمات تشدداً، كان ابن العقد الثالث من العمر يعمل بائع سكاكر متجولاً على باص صغير. فكان يوزع السكاكر على محال السمانة الصغيرة والدكاكين في المنطقة وجوارها. وفي السنوات الأخيرة، لا سيما بعد اندلاع الأحداث في سوريا، بدأت تظهر عليه علامات الالتزام الديني. وينقل أحد عارفيه أنّه تأثر فكرياً بالشيخ خالد حبلص، الذي كان يؤمّ المصلين ويخطب فيهم في مسجد هارون في البلدة، وهو المسجد الذي اتخذ منه حبلص وجماعته قاعدة لهم، فيما تتحدث معلومات أمنية عن أنّ سكاف كان أعلى رتبة في صفوف التنظيم من حبلص.
وبحسب المعلومات، فإنّ سكاف خلال الفترات الأخيرة من وجوده في لبنان كان قد انقطع عن الجميع، ولم يعد يخالط أحداً، قبل أن ينتقل إلى سوريا للقتال هناك. وتشير المعلومات إلى أنّ زوجة سكاف وأبناءها الأربعة “نفروا” إلى سوريا على دفعات للالتحاق به، علماً بأنّ المعلومات عن مصيرهم اليوم مقطوعة.
وفور خروج نبأ مقتل سكاف إلى العلن، نقلت وسائل الإعلام الخبر بوصفه “الرجل الثاني لتنظيم داعش في لبنان”. وذكرت أنّ سكاف الملقب بـ”أبو مصعب اللبناني” أو “أبو مصعب المنية”، كان قد قاتل ضد الجيش اللبناني في أحداث بحنين في تشرین الأول 2014. ونقلت المعلومات أنّ سكاف توارى عن الأنظار لبعض الوقت في “مشتى حمود” في عكار وباب التبانة في طرابلس إلى حين دخوله سوريا عبر منطقة القلمون السورية والتحاقه بتنظيم داعش. ومن هناك، انتقل إلى الرقة.