تسود مناخات إيجابية غير مسبوقة أجواء الرابية في شأن نتائج السباق الى قصر بعبدا الذي تحول “ماراتونا” حقيقيا بعد ان تخطت فصوله العامين. فكل من يزور رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون أو يلتقي أحدَ المقربين منه، يلمس تفاؤلا واضحا إزاء الملف الرئاسي لناحية حظوظ “الجنرال” بالتربع على رأس الجمهورية.
وتبني الرابية تفاؤلها على أكثر من عنصر محلّي واقليمي. على الصعيد الاول، تنطلق من الليونة المستجدة التي أبداها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط إزاء ترشيح العماد عون، كما تعوّل على التفاهم النفطي مع عين التينة مراهنة على أن يتطور ويتوسّع ليتحول الى تفاهم سياسي وربما رئاسي بين العماد عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
أما اقليميا، فتتوقع الرابية مرونة اضافية في الموقف السعودي من ترشيح العماد عون، وتعتبر توجيه سفير المملكة علي عواض عسيري، دعوة الى “الجنرال” للمشاركة في العشاء الذي أقامه في السفارة في أيار الماضي عاملا مشجعا في هذا المجال، معطوفا على تأكيد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير مرارا ان الرياض لا تضع فيتو على أي مرشح رئاسي.
في المقابل، تنفي اوساط سياسية في قوى 14 آذار عبر “المركزية” ان يكون لمأدبة عسيري أي أبعاد سياسية او رئاسية وتؤكد ان لا يمكن ترجمة دعوة العماد عون الى العشاء، كرسالة دعم سعودية لترشيحه. واذ تستغرب تحميل “التيار” هذه المناسبة أكثر مما تحتمل، توضح ان ان دعوة عسيري جميع القوى السياسية الى العشاء، باستثناء حزب الله، أريد منها التأكيد ان المملكة لم تُعزل لبنانيا كما أشاع البعض، وأنها على مسافة واحدة من الجميع وعلى تواصل مع الاطراف كافة بمن فيهم حلفاء الحزب، الا انها تقاطعه وحيدا نظرا لدوره في الحرب السورية ولمشاركته في توتير أكثر من ميدان عربي تنفيذا لسياسات ايران. وقد شكّل العشاء التكريمي الحاشد الذي أقامه “مجلس العمل والاستثمار اللبناني” في السعودية على شرف السفير عسيري، منذ أيام، دليلا اضافيا الى متانة العلاقة التي لا زالت تربط لبنان بالمملكة.
في غضون ذلك، تشير الاوساط الى أن العماد عون اعتبر أن العشاء “الشهير” عبّد طريق زيارته الى السعودية بعد ان كان طلب في الاشهر الماضية موعدا لزيارة الدوائر القيادية في المملكة، لتؤكد أن هذا التحليل في غير مكانه. وتضيف “الرابية، وفي كتاب التحليلات عينه الذي تقرأ فيه، تراهن على تبدّل في موقف الرئيس سعد الحريري من ترشيحه. غير أن الاخير وخلال السحور الذي جمعه في الاسابيع الماضية مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، أكد مضيّه في دعم رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية وهو ليس في وارد التخلي عنه أقلّه في المدى المنظور، مذكرة بمعلومات راجت اثر عشاء السفارة عن لقاء قريب لا بد أن يجمع العماد عون والرئيس الحريري، الا ان الامر لم يحصل”. في المحصلة، تقول الاوساط ان لا مبررات فعلية للتفاؤل العوني الرئاسي، والضجة التي تثار في الاعلام بشأن تقدم حظوظ عون، التي ارتفعت بعد حركة الأخير في عطلة الفطر حيث زار الرئيس بري ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان كما اتصل بالسفير عسيري مهنئا، ليست مبنية على معطيات واقعية. وتختم “الحقيقة التي يجب ان يدركها “التيار” هي ان العقدة الرئاسية تكمن في طهران، لا في الرياض. وعليه، فإن انجاز الانتخابات ينتظر قرار ايران، وتاليا “حزب الله”، بالافراج عن ورقة الرئاسة”.