كتب علي دربج في صحيفة “السفير”:
لم تطل المساكنة البلدية في بلدة طيردبا الجنوبية بين “حزب الله” و “حركة أمل”، مع إعلان الأعضاء الستة المحسوبين على “امل” رفضهم لما وصفوه “التهميش المتعمد الذي يمارس بحقهم من قبل اعضاء المجلس المحسوبين على الحزب”.
جاء الإعلان في بيان صادر عن الاجتماع الذي عقدته شعبة “أمل” في طيردبا بحضور اعضاء المجلس الـ6 المدعومين من الحركة، وتضمن اتهاما لأعضاء “حزب الله” في البلدية “بالتفرد والاستئثار والتهميش تحت عنوان الأكثرية والأقلية”.
أكثر من ذلك، تحدث المجتمعون “عن وجود نهج استئثاري تم تكريسه خلال الجلسة الاولى التي عقدها المجلس البلدي، وتجسد باحتكار اعضاء الحزب كل اللجان البلدية الرئيسية، إضافة الى زيادة مخصصات رئيس البلدية (الزميل حسين سعد)، مقابل حجب المخصصات عن نائب الرئيس محمود علي مغنية”.
ولم يخل البيان من الاشارة الى تعرض نائب الرئيس لتهديدات، عدا المشكلات المفتعلة والحساسيات المثارة، داعيا قيادة “الحزب” الى تدارك الأمور وتصويبها.
أما الخطوة الأبرز التي اتخذها المجتمعون فكانت إعلانهم بحسب البيان تعليق المشاركة في كل أعمال ونشاطات البلدية الى حين تطبيق مضمون الاتفاق بين قيادتي “أمل” و”حزب الله”، والعمل على تأمين الشروط القانونية والنظامية واحترام الرأي الآخر “بعيدا عن التهديد والتهويل والتحقير والقدح والذم، أو حل المجلس البلدي وإجراء انتخابات جديدة”.
واللافت للانتباه ان المجتمعين أكدوا أنهم قد يلجأون الى تصعيد تحركاتهم من أجل تحقيق ما وصفوها بـ “مصلحة شعبنا وأهلنا”.
اللغة القاسية المستخدمة في البيان والتي تعتبر غريبة عن روحية العلاقة بين “الثنائي الشيعي”، حاول نائب رئيس البلدية محمود علي مغنية التخفيف من وطأتها، معتبرا ان “البيان هو لتوضيح الأمور فقط وليس لصب الزيت على النار”. وأكد “اننا منفتحون على أي حل وأبوابنا مفتوحة للحوار مع الحزب، وحريصون على العلاقة معه وعلى صورة المقاومة حتى لا تتشوه بفعل بعض التصرفات الصبيانية”.
ولفت الانتباه الى “اننا عقدنا لقاء مع مسؤول العمل البلدي في “حزب الله” فؤاد حنجول، بحضور مسؤول الشؤون البلدية والاختيارية في اقليم جبل عامل في “حركة أمل” علي ديب، تم خلاله التفاهم على حل كل الإشكالات العالقة، لكن أعضاء “الحزب” في المجلس لم يلتزموا به”.
وأوضح مغنية “اننا لن نُجر الى دعوات بعض الرؤوس الحامية في جمهورنا للاستقالة، وسنتريث قبل الإقدام على أي خطوة بانتظار ان يعطي الحوار النتائج المرجوة”، مشددا على أن “الكرة الآن في ملعب الحزب”.
أما “حزب الله”، فقد رفضت مصادره التعليق على البيان، معتبرة ان “هذا شأن داخلي محلي يعالج داخل المجلس البلدي”.
وفيما رفض رئيس البلدية حسين سعد التعليق على مضمون البيان، أكد مصدر في بلدية طيردبا ان “كل ما ورد هو محض افتراء وتضليل”، مشيرا الى ان “باب المجلس مفتوح للاعضاء المذكورين في جميع الاوقات، ولم يغلق في وجههم في أي يوم”.