سألت صحيفة “الديار”: هل تتجرأ الحكومة اللبنانية وتنسق أو تتعاون مع دمشق؟ ثمة رجل ويغامر بحياته هو رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري. اسمه في رأس لائحة الاغتيالات التي وضعها تنظيم «داعش». التهمة هي الطلب الى قيادة الجيش تنفيذ عمليات دهم في المخيمات..
الحجيري لم يتطرق الى ذلك قطعا لدى لقائه العماد جان قهوجي. هو يدرك ماذا يحدث في بعض الاحياء، وفي بعض المخيمات، ولا يستبعد ان يحدث تطور دراماتيكي يجعل الوضع في عرسال اكثر تعقيدا، واكثر خطورة بكثير..
رئيس البلدية في اليرزة طلب حماية اللبنانيين و«ضيوفهم» السوريين في عرسال، لدى قيادات «داعش» و«جبهة النصرة» في الجرود، عرسال هي امارة أو هي ولاية، ممنوع على الجيش اللبناني الدخول اليها. اكثر من مائة الف سوري في البلدة ومحيطها، اي ثلاثة اضعاف عدد سكانها، عرسال ليست على حافة الخطر، هي داخل الخطر…
في البلدة، ثمة من يتوقع ان يحدث «الانقلاب» او الانفجار، في اي لحظة. هل يتحول اهالي عرسال الى نازحين ام الى رهائن؟
الوقائع نقلت الى مراجع سياسية وروحية، لماذا لا تقال الحقيقة بأن هناك جهات اقليمية تحذر من المس بالوضع في عرسال التي مثلما استخدمت في بداية الازمة السورية الى ورقة تكتيكية، قد تستخدم في لحظة ما، ومع تصاعد الازمة، مرة اخرى كورقة تكتيكية…
وكلام عن ان خطوطاً حمراء وضعت امام الجيش اللبناني ما دامت اللعبة في سوريا (مع امتداداتها اللبنانية) لا تزال تعمل على قدم وساق. عرسال لم تعد حالة لبنانية بل حالة اقليمية. هذه هي حال المخيمات الفلسطينية التي لا تخضع للسلطات اللبنانية…
كان باسل الحجيري يعتبر ان الوضع في البلدة لا يمكن ان يستمر هكذا. فوضى أمنية وشلل اقتصادي، ودون ان يبقى سراً ان هناك جهات خارجية تضغط من اجل ايصال المؤن الى الجرود، اي نوع من المؤن؟
الجيش في وضع دقيق للغاية. انه يواجه آلاف المقاتلين (ذلك الطراز من المقاتلين) الذين ينتشرون في مناطق هي أشبه ما تكون بتورا بورا. سكان المخيمات على علاقة عائلية، والكثير منهم على علاقة سياسية وعقائدية، وحتى تنظيمية، مع المقاتلين، ودون ان يتوقف «داعش» او تتوقف «النصرة» عن محاولات تشكيل الخلايا داخل عرسال نفسها…
الاوضاع الاقتصادية ضاغطة، والعلاقات مع المحيط يحكمها واقع الجرود وواقع المخيمات، في حين ان هناك قيادات سياسية في بيروت وغير بيروت لا تزال تنفخ في الجمر، كما في الغرائز ودون ان تأخذ بالاعتبار ما هي العواقب الكارثية لاي تطورات تحدث في بلدة عرسال…
اسئلة في البقاع الشمالي، بكل طوائفه واتجاهاته. ماذا اذا انفجرت عرسال، بالتقاطع بين الجرود والمخيمات، وما هي انعكاسات ذلك على البلدات القريبة بعدما شهدت بلدة القاع ما شهدت، وحيث الاهالي يعتبرون ان مناطق مشاريع القاع باتت أشبه ما تكون بالادغال…
ولأن اهل مكة أدرى بشعابها، فان اهل المنطقة ادرى بتضاريسها، وباحتمالاتها. الاهالي ابلغوا من يعنيهم الامر ان التعاون او التنسيق مع دمشق بالغ الأهمية لتغيير الواقع المأسوي في عرسال ومحيطها…
قيادات في بيروت اذ ترفض التنسيق مع سوريا لأسباب تقول حيناً أنها مبدئية وحيناً انها استراتيجية، ترى ان القبول بخطوة من هذا القبيل يعني الانتقال من ضفة الى أخرى في الصراع الاقليمي، وهو الامر المستحيل. وهي توكد ان الموافقة على التنسيق يعني وضع عرسال أمام احتمالات خطيرة، حتماً ستتحرك المخيمات وتساندها الجرود…
مثلما الستاتيكو يحكم الدولة اللبنانية والى اشعار آخر (اخر جداً) الستاتيكو يحكم البلدة اللبنانية والى اشعار آخر (آخر جداً). قيادي في تيار المستقبل قال لـ«الديار» «ما هي الضمانة بان جيش النظام لن يحل محل المسلحين في الجرود؟».
ولكن هناك من يحذر بان قيادة «داعش» التي تواجه احتمالات صعبة في سوريا والعراق لن تجد ملاذاً افضل من سفوح السلسلة الشرقية التي تستطيع أن تستوعب اكثر من 10 آلاف مقاتل.
في هذه الحال، اي قوة تستطيع منعهم من اختراق التحصينات والمتاريس، والدخول الى بلدة عرسال وتحويلها الى قاعدة يتم الانطلاق منها الى الداخل اللبناني، بالاحرى الى العمق اللبناني…
معلومات تفيد بان «داعش» لن يتخلى في حال من الاحوال، عن دوره في عرسال حتى ولو اضطر الى تفجير الوضع واحراج الجيش اللبناني الذي يعطي الاولوية لسلامة المدنيين اللبنانيين والسوريين على السواء.
عين المسؤولين العسكريين والامنيين على ما يحدث في سوريا التي يفترض التنسيق معها لمنع آلاف المسلحين من التسلل الى الجرود اللبنانية.