يتوجّه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام صباح اليوم إلى نواكشوط، مترئساً وفد لبنان إلى القمّة العربية العادية التي تنعقد غداً وبعد غد، وعلى جدول أعمالها مجموعة من البنود، من بينها فقرة «تضامن مع الجمهورية اللبنانية» تتّجه دول مجلس التعاون الخليجي إلى النأي بالنفس إزاءها بسبب رفض لبنان الرسمي وصف «حزب الله» بـ»الإرهابي». فيما يجدّد الرئيس سلام في كلمته التي سيلقيها باسم لبنان التضامن مع العرب ورفض الخروج عن الإجماع العربي وكذلك رفض التدخّل في الشؤون العربية.
وأفادت مصادر حكومية مشارِكة في وفد سلام، الذي يضم وزراء الخارجية جبران باسيل والشؤون الاجتماعية رشيد درباس والصحة وائل أبو فاعور، «المستقبل»، أن رئيس الحكومة سيركّز في كلمته أمام القمّة على ثلاثة عناوين أساسية:
1ـ ملف النازحين السوريين في لبنان وحجم انعكاساته السلبية اقتصادياً واجتماعياً، وستتضمن هذه الفقرة اقتراحَين عمليَّين في هذا الخصوص يرفعهما سلام إلى القادة العرب.
2ـ الدعوة إلى تضافر الجهود العربية لمحاربة آفة الإرهاب الذي يُلحق الضرر بالعرب والمسلمين أكثر من غيرهم.
3ـ التأكيد على علاقة لبنان بالعرب وعلى انتمائه الثابت لأمّته العربية، مع التمسُّك بتضامنه مع العرب في السرّاء والضرّاء وعدم خروجه عن الإجماع العربي ورفض التدخّل في الشؤون العربية.
بدورها، أشارت صحيفة “النهار” إلى أنّ مشاركة رئيس الحكومة تمام سلام في اعمال القمة تشكل إطلالة على الاسرة العربية قد يغتنم خلالها الفرصة للقاء عدد من القادة العرب، علما ان لا مواعيد للقاءات ثنائية على اجندته في انتظار ما قد تحمله الساعات المقبلة، وتتكتم اوساط السرايا حوا ما اذا كان سلام طلب مقابلة زعماء عرب وجبه باعتذار ام انه لم يطلب وترك الامور لساعتها وظروفها.
وعلم من اوساط السرايا الحكومية أن كلمة سلام ستركز على 3 محاور اساسية، حيث سيجدد التأكيد على ضرورة وقوف المجتمع العربي إلى جانب لبنان في مواجهة الاعباء الباهظة لأزمة اللاجئين السوريين، والتي فاقت وفق تقرير وزير المال علي حسن خليل الاخير الـ15 مليار دولار.
اما الموضوع الثاني فيتمثل بتأكيد موقف لبنان الرافض للإرهاب وما يتعرض له العالم نتيجة الاعمال الارهابية. والمعلوم ان هذا الموضوع سيشكل بندا اساسيا على جدول اعمال القمة وسط مخاوف من أن تؤدي الانقسامات والتباينات العربية حيال الملفات الخلافية المطروحة على القمة إلى فشلها في الوصول إلى قرارات مهمة.
وفي المحور الثالث سيجدد موقف لبنان من التضامن العربي والتزامه الاجماع العربي في القضايا المطروحة.
لكن سلام سيواجه موقفا حرجاً فيما لو عرض على التصويت بند بتصنيف “حزب الله” منظمة ارهابية ودعوة الحزب الى الخروج من سوريا وعدم التدخل في العراق واليمن، وهي مشاركة حربية اقر بها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عبر التلفزيون، ولا يمكن تاليا للبنان اللعب على الكلمات ومحاولة انكار الامر. وعلم في هذا الاطار ان لبنان سيتحفظ على اي قرار مماثل من دون اتخاذ موقف حاد.
من ناحيتها، أكدت مصادر وزارية مرافقة للرئيس تمام سلام إلى القمة العربية لصحيفة “السياسة” الكويتية، أنه ستكون لرئيس الحكومة بعض المواعيد مع عدد من الملوك والأمراء الخليجيين، حيث ستشكل مناسبة لشرح الأوضاع في لبنان ما تقوم به الحكومة لتحقيق ضمان الاستقرار الأمني، وتالياً دعوة القادة الخليجيين إلى إعادة النظر في القرارات الخليجية تجاه لبنان.
من جهتها، أكدت مصادر في الوفد اللبناني الذي سيشارك في قمة نواكشوط أن “رئيس الحكومة تمام سلام سيحاول تلافي النقاط الخلافية والتصويب على نقاط التلاقي والإتفاق خلال كلمته التي سيلقيها في الإجتماع كما في اللقاءات الجانبية التي سيسعى لعقدها مع ممثلي دول الخليج”.
ولفتت المصادر لصحيفة “الشرق الأوسط” إلى أن سلام “سيتمسك برؤيته التي تقول بعدم قدرة الجسد اللبناني على تحمل وضعه بمواجهة أحد مكوناته، كما بمواجهة الدول الصديقة”.
وأضافت: “لذلك سنؤكد تضامننا مع امتنا واخوتنا العرب ولكن بالوقت عينه سنتفادى أي مواجهة داخلية من خلال مواقف نتخذها خلال هذه القمة، تطيح بالحكومة وتهدد الاستقرار الهش القائم في البلاد”.