كتبت رولا حداد
ليس غريباً أن تتكثف العمليات الإرهابية التي تضرب دول أوروبا الغربية، وتطال ألمانيا بعد فرنسا وبلجيكا، وقد تطال دولاً أخرى كما كانت طالت الولايات المتحدة الأميركية.
والواضح أن الغرب يعاني كثيراً في مواجهة الإرهاب نتيجة عوامل متعددة، أبرزها وجود رئيس أميركي اسمه باراك أوباما يقود الدول الغربية بشكل متخاذل وغير مسبوق في التاريخ الأميركي.
ليس غريباً أن يتجرأ الإرهابيون على ضرب دول بعظمة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، طالما هم يأمنون أن هذه الدول لن تقدم على أي رد فعل جدي في مواجهة أعمالهم الإرهابية هذه، وذلك بسبب وجود باراك أوباما الذي لا يجرؤ على اتخاذ القرار بالمواجهة على رأس الولايات المتحدة!
قيل الكثير عن الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، وعن تهوّره في اقحام الولايات المتحدة في حروب في المنطقة مثل حروب أفغانستان والعراق، ولكن أصحاب هذه النظريات ينسون أن الحروب التي قادها بوش في المنطقة أتت نتيجة الإرهاب الذي ضرب الولايات المتحدة في 11 أيلول 2001. قبل هذا التاريخ لم تخض أميركا أي حرب في المنطقة العربية باستثناء قيادة التحالف الدولي لتحرير الكويت.
المفارقة أن اندفاع بوش في المنطقة بعد هجمات 11 أيلول نجح في حماية الداخل الأميركي كما الداخل الأوروبي الى حد بعيد من الاعتداءات الإرهابية، أما سياسة التخاذل وعدم المواجهة التي طبعت ولايتي باراك أوباما في البيت الأبيض فكانت نتيجتها انفلات الإرهاب في الغرب بشكل غير مسبوق.
وإذا كان خوض الحروب في الخارج أمراً غير مشروع في القانون الدولي، فإن الجلوس في منصة المشاهدين أمام هول الحرب السورية والتفرّج على جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها ويرتكبها رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي لعب دور قابلة ولادة “داعش”، وتنفيذه استراتيجية نشر إرهابها حول العالم، وهو الذي هدد مرارا وتكرارا الغربيين من أن إرهاب “داعش” سيصل إلى عقر دارهم، هذه اللامبالاة الغربية تجاه ما يجري والدم السوري المسفوك، إنما يجعل من أوباما شريكاً ضمنيا للأسد و”داعش” في كل ما يجري في المنطقة وفي الإرهاب الذي يطال الغرب، إنطلاقا من مسؤوليته عن التقاعس في اتخاذ القرارات اللازمة منذ الأشهر الأولى لاندلاع الحرب السورية.
ويقيناً إذا استمر الغرب متفرجاً في سوريا ومتواطئاً مع نظام بشار الأسد عبر عدم القيام بما يلزم لإسقاطه، فإن ما جرى ويجري من عمليات إرهابية لن تكون سوى البداية لمسلسل دموي طويل لا يمكن لأحد الجزم بمداه وخاتمته.