أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّ السحور الرمضاني في “بيت الوسط” وقبله زيارة الرئيس سعد الحريري الى معراب وحتى المواقف المتكررة في شأن استمرار التقاء القوات اللبنانية وتيار المستقبل على مبادئ ثورة الارز وثوابتها، لم تفلح في تبديد الالتباس في شأن الملف الرئاسي ومقاربته بين ابرز مكونين في فريق 14 آذار. فالسياسة التي ادرجها البعض في خانة “النكايات” وردات الفعل بين معراب وبيت الوسط في اعقاب اعلان الرئيس سعد الحريري تبني ترشيح النائب سليمان فرنجية والرد القواتي بالمثل في تفاهم 18 كانون الثاني من خلال اعلان مرشح 14 آذار آنذاك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع سحب ترشحه لمصلحة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، لم تحدث ايّ تبديل في “الستاتيكو” الرئاسي المحكوم بالجمود منذ 25 اذار 2014، ما حمل بعض المراقبين السياسيين على التساؤل عن جدوى تقديم 14 آذار هذا الكمّ من التنازلات ما دامت لم تغير في المعادلة قيد أنملة، لا بل صدّعت بيتها الداخلي واحدثت فيه ندوبا لا يمكن ان تمحى بسهولة.
فالاوساط النيابية في كتلة “المستقبل” تأخذ على القوات تعاطيها بكيدية في الملف الرئاسي، فهي منذ اقل من عامين أقامت الدنيا ولم تقعدها على خلفية لقاء باريس الشهير بين الرئيس الحريري والعماد عون وشنت حملة مناهضة للتمسك بترشيح جعجع ورفعت في الموازاة سقف هجماتها الارتدادية على زعيم الرابية، وتسأل لو لم يرشح الحريري النائب سليمان فرنجية، علما ان هدف الترشيح كان وطنيا بامتياز لكسر الحصار الاقليمي المفروض على الرئاسة، هل كانت معراب ذهبت الى ترشيح عون؟
وتضيف: ما دامت القوات منّت أنفس اللبنانيين من خلال ترشيح عون، بانهاء الفراغ الرئاسي ولم تفلح، لمَ لم تكمل مبادرتها في اتجاه مكامن العقد المعروفة فتشغّل محركات وساطاتها مع حليفها المسيحي لاقناع حزب الله بالايعاز الى نوابه ومن يدور في فلكه برلمانيا لتأمين نصاب جلسة انتخاب الرئيس خصوصا ان الدفة باتت تميل لمصلحة مرشحه العماد عون، اذا ما صدق في هذا الترشيح، بعد اعلان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط استعداده للسير بالخيار الرئاسي العوني من اجل المصلحة الوطنية، تماما كما تفعل القوات مع المستقبل من اجل اقناعه بانتخاب عون، كما ان الحزب يمون على حليفه الشيعي رئيس مجلس النواب نبيه بري للتصويت لمصلحة عون، لاسيما بعد الاتفاق النفطي بين الجانبين؟ ان عدم الاقدام على هذه الخطوات لهو دليل ساطع الى عدم جدوى تحالف معراب على المستوى الوطني واقتصاره على الدائرة المسيحية، مع الاقرار بأهميته لجهة رأب الصدع بين القيادتين المسيحيتين، بيد انه ثبّت سياسة الجمود واقحم القوات، ولئن عن غير قصد، في مسلسل التعطيل من خلال قبولها باستمرار مقاطعة نواب “التغيير والاصلاح هذه الجلسات.