غادر بيروت صباح الاحد رئيس الحكومة تمام سلام إلى المغرب، ومنها إلى نواكشوط في موريتانيا لترؤس وفد لبنان إلى القمة العربية، يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس حيث سيلقي كلمة لبنان في الجلسة العامة للملوك والرؤساء والأمراء الذين سيرأسون وفود بلدانهم، ثم يعود الى بيروت غداً الثلثاء.
وقال سلام في حديث لصحيفة “الحياة” قبل مغادرته إنه “سيركز في كلمته على معاناة لبنان في تحمل عبء النازحين السوريين ويدعو إلى دعمه في مجابهة هذا العبء على اقتصاده، إضافة الى تشديده على أهمية الدعم العربي للجيش والقوى الأمنية في مواجهة الإرهاب”.
وأوضح أن “المشاركة اللبنانية في القمة تهدف إلى التشديد على عمقنا العربي وعلى تضامن لبنان مع أشقائه العرب، حيث ستشدد على أهمية توحيد الصف العربي ليتمكن العرب من مواجهة هذه المرحلة الخطيرة والمصيرية التي تمر بها المنطقة ولدرء الأخطار الخارجية”. وأكد أن “من واجباتنا أن نؤكد مكانتنا العربية وفي إطار التضامن العربي، سيما في هذه الظروف، وفي ظل ما تشهده دولنا ولبنان منها من أحداث تتطلب أقصى درجات التعاون، لصون أمننا واستقرارنا جميعاً”.
وذكرت “الحياة” أن “سلام بقي على اتصال حتى مساء أول من أمس مع سفير لبنان في الجزائر غسان المعلم الذي كان مكلفاً حضور الاجتماعات التحضيرية على مستوى وزراء الخارجية أمس في نواكشوط، لمتابعة المناقشات الجارية لمسودة القرارات التي ستصدر عن القمة وللبيان الختامي، بعد أن كانت الاجتماعات التي انعقدت على مستوى المندوبين قبل أيام شهدت مناقشات حول البند المتعلق بلبنان”.
وقالت مصادر حكومية لـ”الحياة” “إن عدداً من الدول الخليجية، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر، أبلغت ممثلي الدول العربية على مستوى المندوبين قبل 3 أيام أنها تنأى بالنفس عن تأييد بند “التضامن مع لبنان” الذي يتضمن فقرات عدة كانت تدرج تقليدياً في مقررات وزراء الخارجية العرب والقمة العربية وتتناول دعمه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لبعض أراضيه، وقواه الأمنية في مواجهة الإرهاب، ومساندته في معالجة أزمة النازحين… إلخ، وجاء الموقف الخليجي لسببين، الأول رداً على الموقف السابق الذي اعتمدته الخارجية اللبنانية آخر العام الماضي في القاهرة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب بالنأي بالنفس عن إدانة تدخل إيران في الدول العربية، الذي أغضب دول الخليج إثر الاعتداء في طهران على السفارة السعودية وفي مشهد على قنصليتها، وعاد مجلس الوزراء فصححه بقرار صدر عنه يؤكد التضامن مع الدول العربية في مواجهة التدخلات الخارجية، ثم في القمة الإسلامية في إسطنبول في آذار الماضي حين وافق الوفد اللبناني برئاسة سلام على البند المتعلق بإدانة تدخلات إيران في شؤون الدول العربية، وتسببها بتقويض استقرارها، لكنه تحفظ على وصف “حزب الله” بالإرهابي لأسباب تتعلق بالوحدة الوطنية اللبنانية وكون الحزب ممثلاً في الحكومة والبرلمان”.
اضافت: “والسبب الثاني لنأي دول خليجية بنفسها عن بند التضامن مع لبنان، هو أن الجانب اللبناني عاد فتحفّظ على تعبير يصف “حزب الله” بأنه إرهابي في نص البند المتعلق بإدانة تدخلات إيران في الدول العربية، ومطالبتها بوقفها “والكف عن دعم جماعات وتنظيمات إرهابية وتخريبية، ومنها حزب الله”.
وافادت “الحياة” أن “تحفظ المندوب اللبناني عن وصف الحزب بأنه “إرهابي” في فقرتين من هذا البند، لم يحل دون موافقته على بقية ما ينص عليه من إدانة التدخلات الإيرانية، خصوصاً أن وزراء الخارجية العرب كانوا شكلوا في اجتماعهم في آذار الماضي في القاهرة لجنة رباعية لمتابعة تنفيذ هذا البند، والتصدي لتدخلات طهران، قدمت تقريراً أشار إلى استمرار إيران في تصعيدها «الخطير لمستوى وحجم تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية وتزايد التصريحات العدائية والتحريضية والاستفزازية من المسؤولين الإيرانيين إزاء الدول العربية». واللجنة مشكلة من وزراء خارجية مصر، السعودية، الإمارات والبحرين، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط”.
وذكرت المصادر الحكومية لـ”الحياة”، أن “الرد الخليجي على التحفظ اللبناني حيال وصف “حزب الله” بأنه إرهابي، بالنأي بالنفس عن بند التضامن مع لبنان، سبق أن حصل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة أيضاً، بعد أن جرى التعديل في هذا البند”.
وأفادت المصادر أن “اتصالات جرت أمس في نواكشوط تولاها الجانب الكويتي، من أجل سحب النأي بالنفس الخليجي عن بند التضامن مع لبنان، طالما أن لبنان أيد البند المتعلق بإدانة تدخلات إيران في الدول العربية وأن الجهد الكويتي تواصل أول من أمس السبت وأمس الأحد”.
من جهة ثانية، أوضحت المصادر الحكومية أن “جدول اللقاءات الثنائية التي يمكن سلام أن يجريها مع عدد من القادة أو المسؤولين العرب، لم يتضح، نظراً الى أن القمة ستكون سريعة وتقتصر على يوم واحد غداً، وفي جلستين صباحاً ثم بعد الظهر، وأن الأمر سيترك لظروف المسؤولين الذين سيمثلون بلادهم في ردهات مؤتمر القمة”.
وقال سلام في الطائرة التي أقلته للإعلاميين المرافقين “إن العلاقة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري صافية”. وقال: “صحيح أننا بلد مضياف للاجئين السوريين، لكننا لسنا بلد توطين. ونحن مع توضيح كل نقطة خلاف أو تباين مع الدول العربية. وإذا طرح موضوع “حزب الله” في القمة سنرد بأنه مكون رئيسي من مكونات البلد وعضو في الحكومة”.