Site icon IMLebanon

الوفد اللبناني إلى نواكشوط… هزالة وإستهتار!

فوجئ المواطنون العاديون كما الكثير من السياسيين اللبنانيين والعرب باقتصار الوفد الوزاري المرافق لرئيس الحكومة تمام سلام الى القمة العربية التي انطلقت اليوم بنسختها السابعة والعشرين المنعقدة على مدى يومين في العاصمة الموريتانية على وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، بعدما كان الوفد مُشكلاً من اربعة وزراء هم الى درباس وزير المال علي حسن خليل والصحة وائل ابوفاعور والخارجية والمغتربين جبران باسيل الذين اعتذروا في اللحظة الاخيرة لاسباب لا تقنع اصحابها قبل اي شخص آخر كما تقول مصادر سياسية للوكالة “المركزية” ، خصوصاً وانّ الجميع يدرك خلفياتها المستندة الى محاولة التملص من الموقف السياسي ازاء البنود التي سيتضمنها البيان الختامي في ما يتصل بالموقف العربي من الارهاب وايران والتضامن مع لبنان وحزب الله، على رغم ان رئيس الحكومة اطلق مواقف يفترض انها طمأنت الوزراء المتوجسين بتأكيده قبيل سفره أن حزب الله مكوّن اساسي وجزء من القرار في مواجهة كل الاستحقاقات.

ويزيد طين هزالة الوفد الوزاري بلّة ما استبق القمة من تسريبات ومواقف ذهبت الى الحديث عن ان الرئيس سلام والوفد المرافق لن يبيتوا في نواكشوط بسبب انتشار الجرذان في الفنادق المضيفة واضطرار المفرزة السباّقة الى نقل مبيدات معها من لبنان لاستخدامها في مكافحة الجرذان، ما اثار موجة من الاستياء والغضب الشعبي في موريتانيا تظهّرت بقوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي ردت بتصنيف بيروت عاصمة النفايات وارفقت التعليقات بصور جبال النفايات التي انتشرت في العاصمة والضواحي ابان الازمة الشهيرة منذ أشهر، وهو أمر تعرب مصادر سياسية متابعة لـ”المركزية ” عن اعتقادها بانه قد يكون مسببا اضافيا لاعتذار احد الوزراء عن المشاركة في الوفد، على رغم ان معلومات تسربت عن ان اعتذاره جاء على خلفية اضطراره للسفر الى باريس حيث كان يفترض ان يشارك في اجتماع يعقده رئيس كتلته النيابية مع مسؤول سعودي الا ان الاخير اعتذر بسبب اضطراره للمشاركة في الوفد الرسمي لبلاده في القمة العربية. لكن انفراط الاجتماع الباريسي لم يحمل الوزير اللبناني على العدول عن قرار الغياب عن الوفد اللبناني الى القمة كونه يفضل عدم اقحام فريقه السياسي في الارباك تجاه ما سيتضمنه بيان القمة الختامي، على قاعدة “بعود عن الشر وغنيلو”.

والى التسريبات “غير اللائقة” حتى لو كانت على درجة من المصداقية، فان المصادر السياسية تستغرب ما تصفه بالاستخفاف الوزاري بالموقف والصورة اللبنانيين تجاه القمة واعتذار الوزراء في اللحظات الاخيرة عن المشاركة، سائلة لو كانت القمة انعقدت في اي بلد آخر مثل مصر او السعودية او الامارات او اي دولة لها وزنها السياسي، هل كان اعتذرهؤلاء ام كانوا تسابقوا للمشاركة ، ثم أيعقل ان يسحب الوزراء انفسهم تباعا من الوفد ويتركوا رئيس حكومتهم يواجه ما قد تتضمنه القمة في بيانها عوض البقاءالى جانبه ومساندته في اي موقف قد يضطر الى اصداره في ما خص لبنان وقواه السياسية وملف اللجوء السوري الذي يرزح تحت نيره منذ اكثر من خمس سنوات بحيث يظهر لبنان قويا ورئيس حكومته مدعوما من وزرائه بمن يمثلون، عوض تركه يواجه وحيدا محاولات وسم احد ابرز قواه السياسية بصفة الارهاب؟

وتختم المصادر: اذا كان من عبرة يمكن استخلاصها من الاستهتار الوزاري بقمة نواكشوط وخلق تبريرات غير مقنعة للانسحاب من الوفد تارة بحجة عدم جواز ترك لبنان في غياب أحد كبار مسؤوليه واخرى بذريعة المشاركة في اجتماعات خارجية وثالثة بالانشغال بالانتخابات الحزبية، فهي مدى تقدم الحسابات والمصالح الحزبية على المصلحة الوطنية العليا والمنعكسة عبر صورة لبنان الموحد امام المحافل العربية والدولية.