تقرير رولان خاطر
عشية اقتراب اجتماع عدد من القوى السياسية حول “سلّة” الرئيس نبيه بري على طاولة الحوار، وما رافقها من تساؤلات وعلامات مبطنة تحمل في خفاياها نيّة الذهاب إلى المؤتمر التأسيسي، يبدو أن هناك من يحاول الاستفادة ممّا يسمى تنظيم “داعش”، خدمة لأجندة يتوافق فيها الاقليمي بالمحلي.
فبمراقبة إعلامية بسيطة لعيون “داعش” الافتراضية، نرى واحدة منصبّة على مخيم “عين الحلوة” بحسب المعلومات الأمنية، وأخرى على عرسال مع بروز لائحة الاغتيالات الجديدة، في حين يعود الحديث عن مخطط لتكوين إمارة في الشمال.
واستنادا لهذه القراءة، فإنّ هذا الواقع، يفترض اهتزازا للأمن في لبنان ينطلق من هذا المثلث الذي يعتبر “مثلث سُنّي” بطبيعته الديموغرافية، ما يحمّل الدولة والأجهزة الأمنية مسؤوليات كبيرة، إلاّ أنّ هناك قراءة مختلفة لهذا الأمر، تحدث عنها عضو “كتلة المستقبل” النائب معين المرعبي لموقع IMLebanon، فأكد أنّ الحديث عن إقامة إمارة “داعشية” في الشمال خزعبلات تحيكها أجهزة المخابرات بالتعاون مع “حزب الله” ومع النظام السوري، وذلك تحضيراً لهزّ الأمن في طرابلس.
وفي هذا الإطار، هاجم المرعبي قائد الجيش العماد جان قهوجي بشدة، فاتهمه بإنشاء ميليشيا تحت اسم “حماة الديار”، تحمل السلاح المرخص، وتدعي قدرتها على حماية الداخل اللبناني وحتى حماية الحدود، فيما المطلوب اذا أراد قائد الجيش فعلاً أن يحمي الداخل اللبناني من أي ارتدادات للأزمة المحيطة بنا، ما عليه سوى استدعاء الاحتياط، وليس عبر “بدع” وميليشيا يمكن في يوم من الأيام أن تؤدي إلى حرب أهلية.
وكشف أن هذه الميليشيا تتشكل اليوم، وهي تأخذ تعليماتها من قائد الجيش، مما يعني أن هناك شيئا يتحضّر. المرعبي لم يوفر القضاء الذي يسكت عن كل هذه التجاوزات المسلحة غير القانونية وغير الشرعية.
نائب عكار الذي شدد على أن كل التصريحات التي يبثها البعض في الاعلام بشأن تهديدات من قبل “داعش” لن تنفع وهي اتهامات مردودة على أصحابها، وهي تبرير لما يُحضر لطرابلس، قال: “لا زلنا في لبنان تحت تأثير الهيمنة الايرانية والعاملين لديها”. وسأل: “لماذا لم ينتشر الجيش على الحدود، وهو أمر نطالب به منذ الـ2011″؟
“على الرغم ممّا حصل في عكار وفي طرابلس، وجولات العنف التي مرت بها مدينة طرابلس، لم نلجأ إلى تشكيل ميليشيات لا مناطقية ولا مذهبية، بل بقينا مصرين على التمسك بالشرعية وبالجيش وأن يقوم كل المسؤولين في هذا الإطار بتحمّل مسؤولياتهم” كما اكد المرعبي.
المشهد الأمني الذي يتركز حول مراكز ثلاث، هي عين الحلوة، وعرسال وطرابلس، يستغربه المرعبي، خصوصاً أن لا تواصل بين هذا المثلث، ولا عمليات تواصل بينها على مختلف الصعد.
ويختم: “لا نؤيد أيّ عمل عسكري يخلّ بالأمن أو بالنظام من أي جهة ومن أي طرف أتى، فنحن بيئة حاضنة للشرعية، وللسلك العسكري والوطني، وللجيش، ولسنا ولن نكون حاضنة لأشخاص غريبين عن بيئتنا، ولن نقبل بأي يوم بإنشاء ميليشيات مسلحة أو ندعم أي جهة مسلحة غير شرعية”.