جدّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع التذكير التأكيد أنّ “ايران تُعطل الانتخابات الرئاسية في لبنان من خلال “حزب الله”، وقد تبيّن تباعاً أنّها تقوم بهذا الأمر لأنّها تريد بديلاً عن الانتخابات الرئاسية في لبنان إذ تعتقد أنّ دول الخليج والغرب لديها مصالح كبيرة فيه، فإيران تريد مقابل الافراج عن الرئاسة في لبنان أن يسير الغرب ودول الخليج معها لإبقاء بشار الأسد في سوريا، ولكن بالطبع لم يسر أحد بهذا الطرح، وقد شاءت الظروف أنّ ايران و”حزب الله” لا يستطيعان التعطيل من دون العماد ميشال عون الذي لديه قناعة أنّه الأحق برئاسة الجمهورية”.
وأضاف جعجع: “أردنا فك الحصار عن رئاسة الجمهورية وكان لدينا حلٌ من اثنين، إمّا اقناع “حزب الله” وايران بفك الحصار وهذا أمر غير ممكن نظراً لحسابات ايران الاستراتيجية، ولاسيما بعد أن استثمروا الكثير في سوريا من أجل بقاء الأسد، ولكن أؤكد لكم أنّ الأسد لن يبقى في سوريا، وإما السير بالجنرال عون لرئاسة الجمهورية كي نفك التعطيل ونضع ايران و”حزب الله” في مأزق، وما عزز هذا الأمر هو ترشيح النائب سليمان فرنجية وبالتالي انحصر الخيار في فريق “8 آذار”، لهذا فضّلنا دعم عون وقد لخبط هذا الترشيح المعادلات في لبنان وبدّلها، ونحن مستمرون بالضغط لتأمين النصاب المطلوب لإيصال العماد عون الى رئاسة الجمهورية”.
كلام جعجع جاء خلال لقاء اغترابي في المقر العام للحزب في معراب، حيث قال: ” نحن كقوات لبنانية لسنا كأي حزب آخر، لقد أدخلتنا سلطة الوصاية السورية الى الاعتقال عام 1994 لأنها انزعجت حينها من موقفنا المعارض، وقد حاول نظام الوصاية حينها أن يُخضعنا بالتخويف والاعتقال والترهيب ومحاولات الاغتيال ولكنه لم يتمكن من ذلك الى أن حلَّ الحزب نهائياً وأدخلوني الى الاعتقال”.
وأضاف: “حزب القوات منذ تأسيسه لا يعمل وفق حسابات الربح والخسارة بل نحن حزب يعمل لخدمة القضية وللمصلحة الوطنية العليا، فمن كان يعتقد أنّ 11 أيلول سيحصل في أميركا وستتغير السياسات الدولية ثم يُحتل العراق وبعدها يحصل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتحصل ثورة الأرز في لبنان ويخرج عهد الوصاية من لبنان ثم يخرج حزب القوات وأنا معه من الأسر؟ وأنا داخل الزنزانة، كنتُ واثقاً من أنه سيأتي يوم وأخرج فيه الى الحرية، وكنت مطمئنًا على المستقبل دون معرفة كيف ومتى وأين سيأتي يوم الافراج عني؟ وفي 26 تموز 2005 خرجتُ من الاعتقال وعاد حزب القوات اللبنانية الى الرحية، وأصبحنا في المكان الذي نحن فيه اليوم، ونفتخر أن لدينا حزباً استراتيجياً يُعد من أكبر الأحزاب الرئيسية في لبنان، فشكراً لكَ يا الله!”
وتطرّق الى الوضع السياسي في لبنان متوجهاً الى المغتربين بالقول: “ربما البعض منكم وصل الى مراحل فقد فيها الأمل بلبنان ولكن لا تستعجلوا، فإلى جانب كل السلبيات التي نراها أود أن أُظهر لكم صورة مغايرة، فنحن نعيش في منطقة انهارت فيها أعتى الدول مثل العراق وسوريا واليمن التي تملك مقدرات اقتصادية هائلة وفيها أعداد سكانية لا يُستهان بها، وفي خضم كل ما يحصل في الشرق الأوسط ترون أنّ لبنان من دون رئيس للجمهورية، حكومته شبه مشلولة ومجلس النواب مقفل، ولكن منذ شهرين أجرينا انتخابات بلدية كانت مثالية وكأنها تحصل في أوروبا وكأن لا حروب دائرة من حولنا في المنطقة، وكأن “داعش” ليست قريبة من حدودنا، وهذا دليلٌ على ان بلدنا لديه جذور عميقة، فدول الغرب كانت تعتبر أنّ لبنان هو الحلقة الأضعف في هذا الشرق ولكن تبيّن انه الحلقة الأقوى”.