Site icon IMLebanon

مطلوبون يُسلِّمون أنفسهم في “عين الحلوة”… وتهديدات بالقتل

 

 

 

كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:

عادت قضية أنصار الأسير المتوارين في مخيّم عين الحلوة إلى دائرة الضوء، بعدما سلّموا أنفسَهم طوعياً للدولة اللبنانية لإنهاء ملفّاتهم والحكم عليهم بحسب الجرم الذي اقترَفوه بحقّ الجيش في معركة عبرا منذ أربع سنوات، ويبلغون 25 عنصراً فرّوا إلى تعمير عين الحلوة غداة انتهاء الحالة الأسيرية وسحقِها من قبَل الجيش في عبرا.إلّا أنّ الجماعات الإرهابية في المخيّم من أتباع هيثم الشعبي وبلال بدر، يَمنعون العناصر الأسيرية من إتمام عملية تسليم أنفسهم، ويهدّدونهم بالقتل لأنّهم يملكون معلومات أمنية حول انتشارهم في المخيّم وتوزّعِهم على الأحياء بداخله وفي أماكن تواريهم.

واليوم كرّت سبحة تسليم العناصر الأسيرية أنفسَهم للجيش عند مدخل عين الحلوة لمحاكمتهم حسب القانون، وسلّم شقيق فضل شاكر محمد عبد الرحمن شمندور نفسَه لمخابرات الجيش، وبدا ملتحياً ومخضّباً بالبياض ومتهالكاً ومنهَك القوّة ومتوتّر الأعصاب، تبعَه تسليم الفلسطيني بكر اسماعيل نفسَه عند حاجز الجيش على مدخل الحسبة المؤدّي إلى المخيّم، وهو الرابع خلال يومين ممّن يسلّمون أنفسَهم للجيش من المخيّم، لكنّ المعلومات قالت إنّه ليس من أتباع الأسير إنّما هو ابن شقيق ناصر اسماعيل الإسلامي المتشدّد والتكفيري في المخيّم وهو ينضوي لجماعة بلال بدر وهيثم الشعبي، وقالت المعلومات لـ«الجمهورية» إنّ «وسيطاً هو شيخ فلسطيني، يقيم في مدينة صيدا، وهو الذي يرتّب تسليم أتباع وأنصار الأسير للجيش، للانتهاء من هذه الحالة الشاذة، خصوصاً وأنّ الأسير الموقوف يحاكم لدى القضاء وبات بحكم المنتهي على كلّ الصعد».

وأبلغَت مصادر من داخل المخيّم «الجمهورية» أنّ «ملفّ شاكر معقّد، وهو يقيم في تعمير عين الحلوة والطوارئ، ويتنقّل بحماية «جند الشام» وهيثم الشعبي و12 مرافقاً آخرين، وهم ويمانعونه تسليمَ نفسه لمخابرات الجيش، كونهم يستفيدون منه مادّياً»، إلّا أنّ مصادر فلسطينية موالية للسلطة الفلسطينية قالت لـ«الجمهورية» أن لا علاقة بينها وبين شاكر، لكن تتمنّى أن يسلّم نفسه لإنهاء ملفّه القضائي، كونه يشكّل فتيلَ تفجير للمخيّم.

وتؤكّد مصادر مطّلعة من داخل المخيّم أنّ «عملية تسليم شاكر لنفسِه أكثر تعقيداً من شقيقه وباقي المطلوبين، لعدة أسباب، أوّلها أنّ اسم فضل شاكر متداوَل في الإعلام أكثر من أيّ مطلوب آخر، وثانياً أنّ الدائرة المحيطة بشاكر داخل المخيّم والتي تؤمّن له الحماية تحاول منعَه مِن القيام بهذه الخطوة».

ونَقل قادمون من المخيّم عن محمد شمندور شقيق شاكر قبل تسليم نفسه للجيش قوله: «عندما دخلت إلى منطقة التعمير «الجوّاني» المحاذي للمخيّم منذ أربع سنوات، اجتمعَت معي لجان القواطع وكانوا قلِقين على وضع المخيّم على اثر موضوع عبرا، فقلتُ لهم أبشِروا، أنا لن أقوم بأي عمل أمني أو سياسي أو عسكري لا داخل المخيّم ولا خارجه، وخصوصاً أنّه ليس لي انتماء إلى أحد لا إسلاميين ولا علمانيين، أنا في المخيّم ضيف، وقرّرتُ تسليم نفسي إلى مخابرات الجيش في منطقة صيدا رحمةً بأهلي في هذا المخيّم، الذين يعانون الأمرّين، شاكراً لهم حسنَ ضيافتهم لي وكرمهم وحسنَ التعامل وطيبَ المعشر».

من جهة أخرى، أصيبَ النازح الفلسطيني من سوريا خالد مجيدي بطلق ناريّ أثناء تنقّله في أحد أزقّة مخيّم المية ومية في صيدا، وقد نقِل إلى مركز لبيب الطبّي في صيدا للمعالجة، وما لبث أن فارقَ الحياة، وأوقفَت القوة الأمنية الفلسطينية ثلاثة مشتبَه بهم على علاقة بالجريمة وسلّمتهم لمخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، وهم (حمزة ص.)، (مصطفى ح.) و(قاسم ش.). وذكرَت مصادر فلسطينية انّ الجهود التي قامت بها حركة «أنصار الله» أثمرَت إيجاد سلاح الجريمة، وأنّ التحقيقات الأوّلية أشارت إلى أنّ الخلفية سياسية.

وتطوّر إشكال فردي داخل أحياء صيدا القديمة بين (يونس ح.) وعدد من الشبّان الى إطلاق نار من دون وقوع إصابات.

وعلى الفور قامت القوى الأمنية والجيش اللبناني بمداهمات لتوقيف مطلقي النار.

وأوقفت دورية من مفرزة استقصاء الجنوب ثلاثة أشخاص بحالة سكرٍ شديد في أسواق صيدا التجارية، بينهم مطلوبان بأحكام قضائية.

ورأى إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني لـ»الجمهورية» أن لا حلّ لِما تبقّى مِن أنصار الأسير المطلوبين للدولة، إلّا بتسليم أنفسهم للقضاء ليحاكَموا محاكمة عادلة».

واعتبَر العيلاني أنّ» بلدة عرسال في خطر، وهذا ما تؤكّده محاولة الاغتيال التي تعرّضَ لها مختارها محمد علولي، وكلام رئيس بلديتها باسل الحجيري عن وجود عصابات تضمّ لبنانيين وسوريين وضَعت لوائح بأسماء محدّدة في البلدة لتصفيتِها».

وأضاف: أمام هذا كلّه، وبعدما تبيّن أنّ هناك محاولات ترهيب وقتلٍ من قبَل هذه العصابات، نرى أنّ المطلوب دعم المخلِصين من أبناء بلدة عرسال والغيورين عليها لإنقاذها من العصابات الإرهابية التي تعبَث بأمنها»، منوّهاً بـ«دور الجيش اللبناني في هذا المجال وبالإنجازات التي حقّقها باعتقاله طبيبَ المدعو أبو مالك التلة، ومسؤولاً إرهابياً كبيراً سوريّاً ينتمي إلى «جبهة النصرة» في عرسال»، وأكّد أنّ «الحاجة ماسة لدعم الجيش ليبقى حامياً للوطن ومدافعاً عنه في وجه العصابات التكفيرية وفي وجه العدوّ الصهيوني في الجنوب».