كتبت آمال خليل في صحيفة “الأخبار”:
يخضع قضاء جزين الأحد المقبل لثالث اختبار انتخابي برتقالي في أقل من ثلاثة أشهر. بعد الانتخابات النيابية الفرعية والبلدية التي يملك التيار الوطني الحر النفوذ الأكبر فيهما، تعيد الرابية الجزينيين العونيين مجدداً إلى الصناديق لإتمام المرحلة الأولى من آلية اختيار مرشحيهم للانتخابات النيابية المقبلة.
القضاء وعروس الشلال اللذان قدما نموذجاً للتباينات داخل البيت الواحد، يضعان نائبيهما الحاليين المرشحين العونيين أمل أبو زيد وزياد أسود في منافسة شديدة.
رست بورصة المرشحين لانتخابات قضاء جزين على أربعة، فيما مقاعد الدائرة ثلاثة. في البداية، أعرب ثمانية عن رغبتهم في الترشح. شروط الترشيح قلصت العدد إلى أربعة. اشترطت قيادة التيار أن يكون المرشح حائزاً بطاقة انتساب منذ أكثر من عامين، وأن يحمل شهادة جامعية. كل من يتوافر فيه الشرطان، يحق له الترشح والانتخاب. في القضاء هناك ما يناهز ألف عوني منتسب، منهم 750 يحق لهم الانتخاب.
المرشحون الأربعة هم أسود وأبو زيد ونقولا قطار وسليم خوري. اللافت أنهم ليسوا من أبناء مدينة جزين، ما عدا أسود. أبو زيد ابن مليخ وقطار ابن قيتولي وخوري ابن المحاربية. اعتاد الجزينيون أن يكون معظم نواب القضاء من عاصمته، وعرف عنهم تعصبهم لمدينتهم، وتنتشر بينهم مقولة باتت مثلاً، «جزين من البراد (مدخل المدينة لناحية كفرحونة) إلى المعبور (مدخلها لناحية بكاسين)».
إلا أن فوز أبو زيد في الانتخابات الفرعية الماضية مهّد الطريق لكسر الاحتكار. مع ذلك، يملك أسود حظ تسجيل نسبة مرتفعة من الأصوات، بحسب مصادر مواكبة، لاعتبارات «تتعلق بحضوره الدائم وشعبيته بين العونيين».
ليس انحسار عدد حاملي البطاقات، ما قلص عدد المرشحين فحسب. «مفاجأة السهرة» كادت أن تكون ترشح النائب عصام صوايا لانتخابات الأحد. قبل شهر، عاد ابن كفرحونة إلى مسقط رأسه من مهجره الدائم في الولايات المتحدة. لم يتوان عن ربط ظهوره مجدداً بنيته الترشح. فهو مذ أن أصبح عضواً في تكتل التغيير والإصلاح نال بطاقة الانتساب البرتقالية، وإن كان «توارى عن الأنظار» في الولايات المتحدة، بعيد الانتخابات النيابية في 2009. أمضى أياماً في لبنان، حاول خلالها تعريف ناخبيه إلى نفسه ضمن حملة انتخابية تروج له بين العونيين. خلال تلك الفترة، حاولت «الأخبار» الحصول على رقم هاتفه أو محل إقامته أو صورة له من رفاقه العونيين. لم نحصل على ما نريد، بل على ضحكة تختصر صعوبة تلبية الطلب. لم يكمل صوايا أسبوعين حتى غادر مجدداً. المصادر لفتت إلى أنه غادر «بعد أن فقد الأمل في موافقة الرابية على ترشحه لانتخابات الأحد والانتخابات النيابية المقبلة». من بين المرشحين الذين لم يكملوا، رجل الأعمال جاد صوايا ابن كفرحونة أيضاً، الذي تبيّن انه لم تمضِ سنتان على انتسابه إلى التيار.
عضوياً، لا تأثر لانتخابات الأحد بالانتخابات البلدية التي شابتها نزاعات عونية داخلية. آل الحلو المحسوبون على التيار الذين عملوا على إسقاط مرشح الرابية رئيس بلدية جزين خليل حرفوش، لا تملك غالبيتهم بطاقات انتساب، ما عدا بطرس الحلو. تأثيرهم وتأثير العونيين المعترضين ليس على تشكيلة عروس الشلال فحسب، بل على تشكيلات بعض قرى القضاء «لا يذكر على انتخابات الأحد» بحسب المصادر.