تقرير رولان خاطر
من قلب الدمار خرجت “تحوم”. فهي التي ارتبط اسمها بالحواجز والمعابر خلال الحرب، واليوم تتحوّل إلى معلم سياحي وأثري.
في العام 2015، “شلحت” تحوم رداء الماضي الأليم، لتطلّ على كلّ اللبنانيين بمظهر مختلف عرفوه عنها، مظهر الفنّ والثقافة والسياحة، مستندةً على تراثها وإرثها الذي ترى عمق كينونته في تكوينها الجغرافي وعلى صخورها وعلى جدران كنائسها وأديرتها التي يغوص صوت أجراسها في ثنايا الوجدان الماروني.
في العام 2015، خطت “تحوم” أولى خطواتها على خريطة لبنان السياحية وحجزت لها موعداً على أجندة المهرجانات، فكانت انطلاقة جميلة ومشرّفة.
لكن مهما كان الحلم كبيرا، فهو لن يحلّق من دون أجنحة… وأجنحة “تحوم” هي لجنة مهرجاناتها، لجنة “مهرجان جسر المدفون – تحوم”، التي تضم على مسرحها وفي كواليسها أشخاصا يجاور حلمهم وتصميمهم حدود السماء، فقررت أن تطلق موسمها الثاني للعام 2016 بأبهى صوره، بعد النجاح الذي حققته في الموسم الأول.
المنسقة الاعلامية للجنة مهرجان “جسر المدفون – تحوم” آيمي عون جمال، أكدت لـIMLebanon أنّ صدى المهرجان الفائت شكل قوة دعم للجنة ولكلّ المنظمين كي يستنفروا طاقاتهم هذه السنة أيضاً لإحياء مهرجان يضاهي بتنظيمه وبرنامجه المهرجانات الكبرى، خصوصًا أنّ ردّة فعل المواطنين العام الفائت على الأداء كان ممتازًا، لذا، فإنّ العمل هذه السنة سيكون ممتازاً والجهود مضاعفة لتحقيق الأفضل من المهرجان، علمًا أنّ نجاحه هو نجاح لكل “الضيعة” بلجانها وفاعلياتها وناسها وسلطاتها المحلية أي البلدية التي أيضاً تساهم في هذا الحدث.
خبرة كبيرة اكتسبها فريق العمل الذي يحضّر للمهرجان، لذا فالتحسينات هذا العام ستطال مستويات عدة، المدرج الذي سيكون مختلفاً عن السنة الماضية، ويسع لنحو 2000 شخص. الموسيقى، التنظيم، إضافة إلى البرنامج الذي يضم أسماء فنانين كبار مثل راغب علامة الذي سيفتتح المهرجان، يليه فارس كرم في اليوم التالي، ناهيك عن العمل المسرحي في الختام والذي سيكون نجمه الفنان ماريو باسيل عبر مسرحية “Comedy night”.
مهرجان هذا العام الذي يحظى برعاية وزارة السياحة، وبالتعاون مع بلدية “تحوم”، يفتتح في 3 آب، بمفرقعات وعروض نارية، وينتهي الأحد 7 آب.
السيدة جمال شرحت أنّ المهرجان يعود بفوائد كثيرة على البلدة، إنمائياً، اقتصادياً، اجتماعياً، وسياحياً، خصوصاً أن تحوم بلدة أثرية، تحتضن الكثير من الرموز والآثارات الدينية والتاريخية. ففي العام الفائت، تقول آيمي إنّهم عائدات المهرجان ساهمت بشراء مولّد كهرباء للبلدة.
لكن هذا العام سيكون مختلفاً، مع وجود بلدية تهتم بشؤون وشجون البلدة. فعائدات المهرجان ستُخصّص لترميم وادي المدفون، وهو واد أثري يختزن آثارا فينيقية وفارسية ورومانية وعربية وصليبية، وتنتشر فيه عشرات الكنائس والمغاور التي سكنها المسيحيون الأوائل، ويحمل في ثناياه رفات العديد من المسيحيين الذين هربوا من الظلم واختبأوا في الوادي.
وشددت على أنّ هناك تصميماً من قبل الأهالي وفاعليات “تحوم” على وجوب “نفض الغبار” عن هذه الحقبة التاريخية، وإلقاء الضوء على أسرارها، ووضعها على سلّم أولويات الخارطة السياحية، الأثرية والدينية، وذلك من خلال تحويل الوادي الى معلم سياحي ومقصد للزوار وللسياح.
فـ”تحوم” بلدة سياحية وتاريخية بامتياز، مؤتمنة على الارث الذي حملّها إيّاها الأجداد، تحمل ذكرى أبطال وقديسين تضرب سيرتهم في قدس أقداس التاريخ.
للمواطنين عدم حمل همّ الوصول إلى تحوم. فهي جغرافياً منطقة ساحلية تقع في الوسط، وتربط الشمال ببيروت، ممّا يسهل على كل الزائرين سبل الوصول إليها من أيّ منطقة أتوا.
تمتاز بطبيعتها الحلوة، التي تتيح لها القيام بالنشاطات كافة وبنجاح. شاطىء جسر المدفون المجاور للوادي هو من أجمل شواطىء المتوسط بشهادة المنظمات البيئية العالمية وهو يستقبل يوميا” الآلاف من عشاق البحر والسباحة والرياضات البحرية والسهر.
والأهمّ، أنّ المهرجان هو لكلّ الناس، ولكل الطبقات الاجتماعية، فلا فرق بين غني وفقير بالنسبة لأهل “تحوم” إلا بالفكر والارادة، لذلك، فالدخول لحضور المهرجانات شبه مجاني.
مع كل عام، يترسّخ إسم مهرجانات “تحوم” على خارطة السياحة والمهرجانات اللبنانية. ومع كل عام، يكبر التحدّي، وتكبر المسؤولية، وتؤكد “تحوم” أنّها قلعة من قلاع لبنان الحرّة، تحمل الرسالة بأمانة، رسالة لبنان الحضارة، والثقافة، والجمال، والتراث، والتاريخ المجيد. رسالة الحياة والفرح للأجيال والمستقبل. رسالة الايمان والالتزام في عهد الظلم والظلام، ورسالة الحريّة.
لذا، وأنت تدخل أو تخرج من بوابة الشمال، إفتخر دائماً أنّك مررت في “تحوم”… في قلعة من قلاع لبنان الحرّ.
البرنامج:
مساء الأربعاء 3 آب سهرة مع “السوبر ستار” راغب علامة.
الخميس 4 آب نهار رياضي بامتياز يتضمن نشاطات رياضية وسباقات.
الجمعة 5 آب سهرة مع الفنان فارس كرم.
السبت 6 آب عرض لـ”سيرك لبنان” cirque du liban.
الأحد 7 آب عرض مسرحية شانسونيه “كوميدي نايت” مع الفنان ماريو باسيل وفرقته. يسبقه عرض غنائي لفريق “من الآخر” وهي فرقة “راب”، تتناول حقوق المرأة والطفل ودعم الجيش.
إشارة إلى انه يمكن حجز البطاقات عبر منتجع الـ”White beach” أو أي فرع من “Virgin” أو عبر الانترنت.
