كتب سامر الحسيني في صحيفة “السفير”:
رسم اللقاء الاخير بين رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل ورئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام الياس سكاف في دارة الاخيرة في اليرزة معالم مرحلة جديدة في المشهد الزحلي يصل بعض المتابعين الى حد اعتباره مؤشرا للتحالف السياسي الأول من نوعه بين طرفين لطالما تميّز تاريخهما بالكثير من الخصومة السياسية بدءا من التأسيس، ان كان لـ «الكتلة الشعبية»، او للحضور الاولي لـ «حزب الكتائب» في زحلة.
وإذا كان اللقاء قد أتى تحت عنوان التعزية المتأخّرة برحيل الوزير السابق الياس سكاف، ولكن في المضمون، لم يخرج الاجتماع بين الجميل وسكاف من دون وضع أسس لخريطة طريق قد تتوج باعلان تحالف انتخابي يحمل مغانم سياسية وانتخابية للطرفين في انتخابات 2017 النيابية اذا لم يمدد للمجلس الحالي.
تبدأ «المغانم» بالمقعد النيابي الماروني في زحلة الذي لن يتخلى عنه «الكتائب» لمصلحة نائبه الحالي ايلي ماروني في مواجهة التحالف العوني القواتي في الانتخابات المقبلة، وفي ظل معلومات تتحدّث عن نية الرابية إعادة ترشيح النائب السابق سليم عون عن هذا المقعد. وهو اعلان لم يلق، على ما يبدو، اعتراض «القوات» التي يهمّها حفظ حجم عدد نوابها والذي يبلغ حاليا 3 مقاعد نيابية في دائرة زحلة .
في المقابل، تريد ميريام سكاف فتح ثغرة في الكماشة الزحلية الحزبية التي أطبقت الحصار عليها في الانتخابات البلدية الاخيرة.
وقد تقاطعت المصالح الانتخابية عند «الكتلة الشعبية» والكتائبيين بوجود «مايسترو سياسي» يريد لهذا التحالف في وجه «القوات» و «التيار الوطني الحر» أن يأخذ مداه.
وهذا ما يبرّر ربما حجم المخاوف «القواتية» من هذا اللقاء الذي لم تهضمه معراب واعتبرته موجّها ضدها في زحلة، ولذلك سيغطّ النائب ماروني قريبا في معراب في محاولة لتبديد المخاوف «القواتية» من هذا اللقاء.
في السياسة، «كل شيء وارد»، بحسب النائب ايلي ماروني، الذي يؤكد لـ «السفير» بان اللقاء «فتح ثغرة ايجابية في موضوع العلاقة بين الكتائبيين والكتلة الشعبية وهي علاقة كانت قد شهدت توترا كبيرا في السنوات الماضية اثر اغتيال الشهيد نصري ماروني من قبل شاب من آل الزوقي كان يعدّ مقربا من الوزير الراحل الياس سكاف».
ويقدّم ماروني مثال المصالحة القواتية – العونية للاشارة الى «إمكان تمخّض التواصل الكتائبي – السكافي عن تحالف سياسي ما»، لكنه في الوقت عينه، يرى ان «هذا التحالف لم يحن أوانه بعد وما زال من المبكر التحدث عنه».
ويؤكد نائب زحلة بأنه «لم يكن بعيدا عن مجريات اللقاء»، علما ان سكاف، وفق ماروني، كانت قد تقدّمت بطلب لقاء مع النائب سامي الجميل ابّان الانتخابات البلدية الاخيرة، انما الامر لم يكن ممكنا في تلك الفترة بسبب دعم «الكتائب» لترشيح المهندس اسعد زغيب في مواجهة «لائحة الكتلة الشعبية».