تتداول الاوساط المسيحية في امكانية عقد اجتماع لرؤساء الاحزاب والتيارات في الصرح البطريركي في بكركي للبحث مجددا في سبل اخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة.
وتقول اوساط مقربة من بكركي ان مثل هذه الفكرة راجت وتم التداول فيها عقب استثقبال البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اخيرا رئيس تيار “المردة” المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية. لكن لا صحة لهذا الامر كما تفيد الاوساط الذي لم يتعد اطار التشاور بين الراعي وفرنجية واستمزاج الرأي خصوصا وان بكركي وسيدها لا يمضي يوم الا ويؤكدان فيه على ضرورة ملء الشغور الذي طال امده وتعدى السنتين في المركز المسيحي الاول ليس في لبنان وحسب بل في الشرق الاوسط على امتداد مساحته وتعدد دوله.
وتضيف الاوساط ان سيد بكركي كان كلف دوائر الصرح ونوابه العامين تحديدا استمزاج رأي القيادات والفاعليات المسيحية وخصوصا رؤساء الاحزاب، “الكتائب” و”المردة” و”القوات” و”التيار الوطني الحر” في امكانية التلاقي مجددا في بكركي للبحث في المأزق الرئاسي الذي طال امده وبات يستدعي ملؤه قبل ان تهب رياح التغيير الجغرافي والديموغرافي في دول الجوار وخصوصا في سوريا والعراق وتحمل معها ما لا تحمد عقباه بالنسبة الى لبنان الكيان وصيغة العيش الواحدة التي تميزه عن سائر الدول العربية وحتى الاجنبية.
وتتابع الاوساط ان المساعي التي قامت بها دوائر الصرح والمكلفون بها لم تسفر عن ايجابيات تذكر في ظل الانقسام العمودي بين القيادات المسيحية الاربع الامر الذي دفع بالبطريرك الى صرف النظر عن الموضوع في الظروف الراهنة على الاقل، خوفا من ان يؤدي مثل هذا اللقاء الى تعميق الانقسام بين الاحزاب الاربعة وقياداتها المتمسكة كل بمواقفها وخصوصا من الاستحقاق الرئاسي والمتقدمين منه. مع العلم كما تستطرد الاوساط ان البطريرك الراعي يعلم جيدا ان انتخاب الرئيس ليس امرا مسيحيا صرفا وحتى لبنانيا انما تتداخل فيه معطيات اقليمية ودولية بدءا من ايران والمملكة العربية السعودية وصولا الى الصراع الجاري في المنطقة حول تقاسم النفوذ بين المحورين الاميركي والروسي وهو ما لمسه البطريرك من زوار الصرح من موفدين ودبلوماسيين كان اثار معهم قضية الشغور الرئاسي والمساعدة في تخطي هذا المأزق الذي بات ينعكس سلبا على سائر مفاصل الدولة ومؤسساتها الدستورية والادارية.