شهد شهر تموز الحالي، تشييع 66 ضابطاً وجندياً في جيش النظام السوري، ينحدرون جميعهم من مدينة “القرداحة” مسقط رأس رئيس النظام السوري بشار الأسد. في معارك خاضوها دفاعاً عنه، مع قوات المعارضة السورية.
ويعود ارتفاع هذا العدد من قتلى النظام المنحدرين من مسقط رأسه، بحسب مصادر، إلى كمية التجييش التي حصلت في الآونة الأخيرة، بُعيد سقوط “كنسبّا” في الريف الشمالي للاذقية، بيد المعارضين السوريين، يوم الجمعة الأول من تموز الجاري، في عملية عسكرية لفتت الأنظار إلى قوة تكتيكات المعارضة السورية على الأرض، عندما حيّدت الطيران العسكري الروسي، عبر الالتحام المباشر مع قوات النظام.
مع إشارة إلى أنّ أنصار الأسد أشاروا إلى أنّ أحد أسباب سقوط “كنسبّا”، وقتذاك، هو فساد ضبّاط من جيشه، في تلك المنطقة.
وكان للقرداحة، مسقط رأس النظام السوري، وحدها، هذا النصيب المرتفع من القتلى ضباطاً وجنوداً، علماً أنهم لم يقتلوا في معارك اللاذقية وحدها، بل قتلوا بأكثر من جبهة، وذلك في الفترة الواقعة ما بين الأول من الجاري وحتى تاريخ اليوم الخميس 28 تموز، وفق ما طالعه “العربية.نت” في صفحات فيسبوكية تحرّر من القرداحة، وعلى رأسها الصفحة المعروفة باسم “القرداحة عرين الأسود”.
وكشفت المعلومات الواردة في تلك الصفحات، مقتل عدد كبير من الضباط رفيعي الرتبة، في خلال المدة الزمنية التي لم تتجاوز الـ 28 يوماً، وينحدرون جميعا من “القرداحة” التابعة لمحافظة اللاذقية.
ومن أسماء الضباط الذين أُعلن عن مقتلهم، العميد الركن عماد محمود عباس، العميد آصف منير محمد، العميد الركن عصام صافي إبراهيم، العميد الركن أكرم طاهر جديد، المقدم مهدي إبراهيم الزيني، العقيد علاء محمود وطفي، العقيد رائد جودت علي، المقدم ماهر رفيق جديد، الرائد محمد سليم خزام، الرائد وائل عبدالرحيم حبيب، الرائد عمار حسين محمد، النقيب سومر منيف سعود، الملازم غدير حسين محمد، الملازم أول علي نضال حميشة.
بالاضافة إلى مقتل أكثر من 50 جندياً تتراوح رتبهم ما بين الرقيب والرقيب أول والمساعد والمساعد أول، وذلك كله في 28 يوماً في الفترة الواقعة ما بين الأول من الجاري، وحتى نهار يوم الخميس 28 تموز 2016.
يشار إلى أنّ البيئة الحاضنة لنظام الأسد، في الساحل السوري، أعلنت أكثر من مرة عن تململ ضرب صفوفها بسبب هذا العدد الكبير من القتلى الذين يسقطون دفاعاً عن نظامه وبقائه في الحكم، في الوقت الذي يبادر فيه الأسد، كما نشرت وسائل الإعلام التابعة له، إلى التعويض لذوي قتلاه الذين سقطوا دفاعاً عنه، بساعة حائط أو مبالغ مالية “لا تكفي حتى لشراء موبايل” كما قالت بعض الأصوات من المنطقة، وفي الوقت الذي يستشري فيه الفساد بين أنصاره والجماعات التابعة له، أو الموظفين المنضوين تحت حكمه، إلى درجة أن الجلسة الأخيرة لبرلمان الأسد شهدت استفهامات عن العنف والفساد والتشبيح والقتل الذي يضرب محافظة اللاذقية، مسقط رأس النظام، وتحولت بموجبه إلى مدينة خارجة على القانون بكل المعايير المحلية والدولية، وبرعاية مباشرة من نظام الأسد وعائلته، كمكافأة متواصلة منه إلى المقاتلين في جيشه.