Site icon IMLebanon

أبو زيد: لا أنتمي إلى نادي متموّلي “التيار”

 

 

كتبت ملاك عقيل في صحيفة “السفير”:

لا ينفع التعليق «الخفيف» للوزير السابق وئام وهاب على شكل سؤال «شو بيشتغل أمل أبو زيد؟» في التخفيف من الوهج الخدماتي لنائب جزين أبو زيد… أما في مجلس النواب المعطل حتى الانتخابات المقبلة، فالرجل «قيد اللا تجربة».

النائب الشرعي الوحيد في مجلس النواب لا وقت لديه لـ«يتعجرف» على 127 نائبا، بمن فيهم الرئيس نبيه بري، «متّهمين» بالتمديد عن قصد أو استسلاما للواقع. يقول «لا أفضلية لي على أحد. صوتي يوازي صوت أي نائب. الإضافة «الشرعية» الوحيدة أن الناس انتخبتني».

بين لندن وافريقيا ودول الخليج وروسيا وأوروبا الشرقية يتوزّع «البيزنس» الخاص الذي يديره أبو زيد، لكن ذلك لا يمنعه من أن يكون الحاضر الدائم في البقعة الأحبّ الى قلبه: جزين.

في العام 2009، وتحديدا بعد الانتخابات النيابية، تنازل عن مهامه، كرئيس مجلس إدارة في شركة OMT لمصلحة أولاده.

يكيّف مواقيت سفره مع «أجندة الضيعة»، لذلك يحرص على أن يكون حاضراً بثبات في كل «ويك أند» بين أهله وناخبيه. الجزينيون يعرفونه ويعرفهم جيدا. مؤسّس «الارض البيضاء» التي تعنى بالخدمات الاجتماعية وتعزيز التنمية البشرية خبير بالارض ومزاج ناسها بعكس كثيرين ممن سقطوا بـ «الباراشوات» في جزين أو غيرها. صاحب الملايين يفاخر اليوم بأنه في لحظة تخرّجه بعد نيله شهادة إدارة الاعمال من احدى جامعات لندن «لم أكن أملك فلسا واحدا. لقد عملت نفسي بنفسي».

أول دخوله الى الحلبة النيابية، شمعة «روسية» على طوله أضاءها في عتمة النفق الرئاسي بلقائه الممثل الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مسوّقا لحتمية «عون أولا».

لن يكون غريبا أن تكون أول طلّة لأبو زيد من موسكو لا من ساحة النجمة. فبحكم عمله في قطاعي النفط والغاز في روسيا وعلاقته مع العديد من الشركات الروسية، نَشَط على خط العلاقة اللبنانية – الروسية منذ بدايات سقوط الاتحاد السوفياتي السابق، منطلقا من البترول والغاز نحو السياسة والنشاطات الثقافية والاجتماعية…

على رأس قائمة أصدقائه الروس، ميخائيل بوغدانوف وفيتالي نعومكن رجل الثقة في الكرملين وممثل روسيا في مؤتمر جنيف.

يتباهى ابن مليخ كونه أحد صانعي جسور الانفتاح بين روسيا والموارنة، كسلطة سياسية وكنسية، من خلال مواكبته لأول زيارة للزعيم الماروني الأول ميشال عون في العام 2009 الى موسكو، ومن ثم زيارة البطريرك بشارة الراعي في العام 2013، وقبلهما تنظيمه زيارة لوفد من رهبان الكسليك في العام 2008 الى مقرّ الكنيسة الارثوذكسية، كل ذلك بهدف خلق توازن مع الدول المؤثرة في القرار العالمي.

وفي الوقت الذي كان أبو زيد يبني دعائم إمبراطوريته المالية من خلال شركة ADICO التي تعنى بالتجارة المثلثة الأضلاع بين بريطانيا والدول العربية والأفريقية، كان جورج حداد وانطوان مخيبر ورمزي كنج وانطوان خوري حرب وزياد عبس ونعيم عون وعشرات الكوادر من قادة الحركة الطلابية والشبابية العونية يأكلون العصي ويعدّون أيامهم في السجون.

ويوم قرّر دخول سوق التحويلات المالية عبر تأسيسه شركة OMT والتوسّع في أعمال «أديكو» لتشمل أوروبا الشرقية وروسيا، كان «شباب التيار» يُستدرجون بأرجلهم الى موقعة 7 آب.

مع ذلك، لا حساسية عونية مفرطة من «الرأسمالي»، حامل البطاقة الحزبية، تشبه تلك التي «طَفَرت» بوجه آخرين أمثال فادي عبود وميشال صوايا.. يؤكّد أبو زيد على الصداقات التي تجمعه بالعديد من العونيين، حتّى المعارضون منهم، «أقف الى جانبهم وأستمع اليهم، ولأن لا مصلحة شخصية لديّ، فأنا أترفّع عن كل شيء».

سيكون ابو زيد أول من طبّق الآلية «الداخلية» على نفسه للترشّح للانتخابات النيابية ودخول معترك الشأن العام. حدث ذلك على مستويين: استشارة العائلة وأخذ رأيها «الملزم». ثم حين أتى أوان فتح صناديق النيابة في فرعية جزين لم تكن صداقته مع جبران باسيل، التي بدأت منذ العام 2008، هي المدخل الى البرلمان. قالها له ميشال عون «لقد وصلت من دون منّة من أحد».

على المستوى الحزبي، طُبّقت «روحية» الآلية عبر إجراء استطلاع حلّ من خلاله ابو زيد على رأس القائمة بنيله 80 في المئة من أصوات «التيار»، كما تمّ التأكّد من تراجع كل من بطرس الحلو وروني عون (الذي كان خارج للبنان) عن ترشّحهما عن المقعد الماروني في جزين.

لا يصنّف ابو زيد نفسه ضمن «نادي متموّلي التيار». «منذ تأسيس محطة «او تي في» أملك حصة مثلي مثل غيري. لكن لا حصة مالية لي في «التيار».

ابن مليخ لا يملك طائرة خاصة ويعرف الحدود بين الصداقة والشغل، «فحتّى في رحلاتي مع وزير الخارجية أدفع من جيبي الخاص تكاليف بطاقة السفر وحجز الفندق ومصاريف إقامتي» يقول أبو زيد.