كتب جوزيف طوق في صحيفة “الجمهورية”:
أكيد أنّ عاصي الحلاني لم يتأخّر على أوتوكار المدرسة أو على موعد حكيم الأسنان، لكنه بالطبع تأخّر في مسيرته الفنيّة للظهور في هذه المرحلة منها بمظهر الـ”Rapper” الشرقي أو في نسخة بعلبكية من “جاستن بيبر”.
ما على أساس فارس الغناء العربي… وَينو الحصان؟ نِمنا من كم يوم على إنّو عاصي الحلاني فارس الغناء العربي، وإذ وعينا على عاصي شوفير لامبورغيني… كانت الصدمة غير سهلة أبداً، خصوصاً أنّ عاصي الحلاني الذي يُعتبر ملك المسرح وأحد أهم الأصوات اللبنانية المعاصرة وأعرقها، ظهر في فيديوكليب أغنيته الأخيرة “أحب الليل”، كفنان يعيش أزمة منتصف العمر ويحاول إعادة إحياء روح الشباب من خلال كاميرا سعيد الماروق.
الفيديو كليب بصورته وألوانه لا يشوبه شائبة، لكنّ مشكلته الوحيدة هي عاصي الحلاني شخصياً، لأنّ هكذا بونبونة تصويرية، بسكريبتها وقَفشاتها، كانت تليق أكثر بمغنّ شاب مثل جوزف عطية، سعد لمجرّد، ناصيف زيتون أو سواهم من الفنانين الشباب الصاعدين. لأنّو صراحة، المَزج بين الغربي والشرقي وحركات المراهقين الطفولية لم تكن ظابطَه كتير مع الحلاني أو “لابِقتلو”.
لا أحد يُنكر حقّ الفنانين في خلق المادة الصحيحة لولوج عالم الشباب والمراهقين، لأنهم في نهاية المطاف أهم شريحة زبائن للأغنيات الجديدة حالياً… وبعدما فقدنا الأمل في بيع الأغنية على ظهر الحصان وتحت شلح الأرز وأمام هياكل بعلبك، أصبح هناك حاجة ملحّة لتقديم الصورة المعاصرة… ولكن بالتأكيد ليس كما ظهر الحلّاني… “كتير أوت أوف تيون بصري”، أو على الأقل صورة لا تتماشى بسلاسة مع مسيرته الفنيّة وعمره وجيله.
حلوة قصة “أمير الليل” أو “Le Prince de la Nuit” التي انطلق منها الكليب ليرسم شخصية بطله عاصي الحلاني أميراً للغناء والرقص والحياة الليلية… حلوة كتير الفكرة، بَس ماذا يفعل رجل خمسيني بين فتيات لا يتجاوز عمر الكبيرة فيهنّ 22 سنة؟
وكم هو مضطر لأداء حركات رقص غربية فَضحت بُعده التام عن هذه الثقافة؟ ومن “دَفش” عاصي لوَضع غطاء الرأس في بداية الكليب ونهايته ما دفعنا للاعتقاد أنّه رئيس عصابة أو خارج عن القانون أو فتى مراهق؟
على كلّ حال، نحن نحتاج اليوم إلى الحفاظ على أقل قدر من اللبننة في الأعمال الفنيّة، ولا نعني تصميم الرقصات بالشَراويل والسيف والترس “مَعاذ الله”، ولكن نطالب بتخفيف أمرَكَة (من أميركا) الحركات والرقصات والإفّيهات، وأهم شيء تنظيم حملات توعية وتلقيح ضد الابتذال، والتأكد من عدم انتشاره أكثر بين الفنانين اللبنانيين… ويا ليتكم خَفّضتوا صوت “اللامبو” وفَرقعة “الكات أوف” لأنّها قلّلت من قيمة الكليب.